في استطلاع للرأي قامت به “الجزائر نيوز" في أوساط الجالية الجزائرية، ببروكسل، حول زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر، اليوم، وعما يمكن أن تستفيده جاليتنا بأوروبا وخاصة الطلبة والمقيمين بصفة مؤقتة، من هذه الزيارة، ويرى أغلبية الذين تحدثنا إليهم بأن هولاند لن يأتي بجديد ما دامت الحكومة الجزائرية لا تملك إرادة سياسية بخصوص هذه الملفات. تقول الصحفية والناشطة بجمعية الدفاع عن حق المواطنة ومناهضة العنصرية ببروكسل، حورية موساوي، في تصريح ل “الجزائر نيوز" حول الموضوع، بأن “هولاند جزء من المنظومة الأوروبية، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يخون انتماءه الأوروبي. فرنسا ومن ورائها أوروبا لا تنظر إلى الضفة الأخرى إلا بشكل واحد، وهو مصلحة أوروبا، لذلك نحن لا ننتظر شيئا من هذه الزيارة". وفي سياق متصل تحدث البروفيسور عنان محمد أستاذ العلاقات الدولية ل “الجزائر نيوز"، في تعليق حول اختيار الرئيس الفرنسي لهذا التوقيت لزيارة الجزائر قائلا: “إن هذا التوقيت متوقع لارتباطه بعدة ملفات سياسية واقتصادية، فرانسوا هولاند مطالب بوضع خارطة طريق، قبل نهاية السنة، لإنجاح أجندته خاصة المتعلقة منها بالاقتصاد والسياسة الخارجية"، فبعد الضجة الإعلامية حول تغيير بعض الأثرياء الفرنسيين لمكان إقامتهم وتصفيتهم لشركاتهم بفرنسا وتحويل موطنهم الضريبي نحو وجهات أخرى، خاصة بلجيكا لما يعرف بقضية “النفي الضريبي"، أصبح الرئيس الفرنسي مطالبا بتقديم حلول للمستثمرين الفرنسيين، خاصة ما تعلق بإيجاد أسواق خارج فرنسا، وهو البديل الذي يقدمه لرجال الأعمال الفرنسيين مقابل الضرائب التي يفرضها على الأثرياء لتحقيق التوازن الاجتماعي، كما وعد في حملته الانتخابية الطبقات العمالية ومحدودي الدخل - حسب رأي البروفيسور عنان -، لذا يتوقع أن يتطرق الرئيس الفرنسي في محادثاته مع القيادات السياسية الجزائرية إلى الملف المالي، وعلى المستوى الدبلوماسي سيتم التطرق إلى الموضوع السوري بدرجة كبيرة في محاولة لإحداث تقارب مع الطرف الجزائري. إلا أن البروفيسور عنان يقول إنه غير متفائل فيما يخص افتكاك الجزائر لاعتراف رسمي فرنسي أو اعتذار عن الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، خاصة وأن القيادات السياسية الجزائرية، بما فيها الحكومة، لم تتخذ موقفا واضحا ولم تكن لها إرادة سياسية حقيقية، وبدت وكأنها منقسمة بين مؤيد ومعارض في قضية “الاعتذار الفرنسي عن الجرائم المرتكبة". ويقول الطالب بوشاشي سفيان القادم من مدينة بجاية للدراسة بجامعة ليل الفرنسية، ويتواجد مؤقت ببروكسل للعمل خلال فترة العطلة الشتوية، بأن زيارة هولاند إلى الجزائر تدخل في خانة “اللاحدث" بالنسبة إليه، معبرا عن عدم تقديم هذه الزيارة لجديد لأمثاله بالمثل الشعبي القائل “ما تبكي عليك غير عينك"، لأن هولاند، حسبه، يزور الجزائر لمصلحة بلده، “لجلب التشيبة لفرنسا وأوروبا" على حد وصفه. ويرى الطلبة الجزائريون المقيمون ببروكسل الذين اقتربت “الجزائر نيوز" منهم، بأن زيارة هولاند إلى الجزائر لن يكون لها أي تأثير على حياة المغتربين الجزائريين بأوروبا، وخاصة المهاجرين ببروكسل، هم يشعرون بأنهم وحيدون وبدون سند، ولا يوجد من يدافع عنهم أو يؤطرهم، بعكس الجاليات المغاربية والعربية الأخرى، خاصة في ظل المضايقات العنصرية التي تلحق بهم، بالإضافة إلى التهم التي ألصقت بهم وعلى لسان سياسيين بلجيكيين، التي وصفت الشباب الجزائري بالمنحرف ومروج المخدرات وأنه لا يصلح للمواطنة، وهو ما دفع بعض الحركات العنصرية في بلجيكا الدعوة إلى إقامة مسيرات مطالبة بطرد الجزائريين، خاصة الحراقة، من بلجيكا، حسبهم، دون أن تحرك السفارة الجزائريةببروكسل ساكنا.