أحدث الإضراب الوطني الذي شنه، أمس، مستخدمو شبه الطبي، شللا نصفيا في أغلب المستشفيات والمراكز الإستشفائية، عبر كامل التراب الوطني، حيث بلغت نسبة الإستجابة 90٪، في الوقت الذي هددت فيه الإدارة، في كل من بسكرة، المدية ومعسكر، مستخدمي شبه الطبي، بفرض عقوبات إدارية في حال شن الإضراب، حسبما كشف عنه ل “الجزائر نيوز"، الأمين العام للنقابة الوطنية للشبه الطبي، غاشي الوناس. وأكد الأمين العام للنقابة، أن القطرة التي أفاضت الكأس، هي عدم تطبيق وزارة الصحة، لبنود القانون الخاص بسلك شبه الطبي الذي صودق عليه هذه السنة، “فالإستجابة لمطالبنا كانت شكلية فقط، ولم تطبق على أرض الواقع"، وبأن أهم هذه المطالب تتمثّل في: إعطاء منحة رؤساء الأقسام، إعطاء منحة الخطر، تبني المخطط الوطني للتدرّج المهني للشبه الطبي، ترقية الممرضين من الدرجة 09 إلى الدرجة 10 و 11، إلى جانب المطالبة بزيادة عدد مستخدمي شبه الطبي، حيث لا يزيد عددهم عن ال 100 ألف مستخدم وطنيا في الوقت الذي تتطلب فيه العناية بالمرضى 200 ألف مستخدم كحد أدنى، على حد قول محدثنا الذي كشف في ذات السياق، عن عزم المجلس الوطني للنقابة، شن إضراب وطني كل يومين أو 03 أيام في الأسبوع، إبتداء من جانفي القادم، في حال عدم الإستجابة الكاملة للائحة المطالب، في الوقت الذي سجلت فيه نسبة الإستجابة للإضراب في بعض الولايات وبولاية الجزائر العاصمة تحديدا نسبة 100٪. وقد عاشت “الجزائر نيوز" في جولة ميدانية لها بعدة مستشفيات بقلب العاصمة، تفاصيل اليوم الأول من هذا الإضراب، لتقف على الأسباب الحقيقية وراء شن هذا الإضراب، حيث كشفت مجموعة من مستخدمي شبه الطبي عن تجاوزات “خطيرة" تعيشها المستشفيات بالجزائر يوميا، أهمها عدم تقيّد الإدارة بتوفير اللّباس الطّبي الخاص لحماية الممرضين من خطر الإصابة، نتيجة تعرضهم لإشعاعات مواد كيميائية خطيرة، عند عنايتهم بمرضى السرطان الذين يخضعون لعلاج كيميائي خاص “رغم نص قانون العمل صراحة على ضرورة توفيره، حيث وقعت فعلا حالات إصابة في عدة مستشفيات في ظل غياب أي دور لمصلحة طب العمل"، إلى جانب جملة من التعدّيات الصريحة على القانون، حسبهم، من بينها: عدم ترقية مساعد الممرض وعدم دفع منحة المداومة، بالإضافة إلى عدم وجود مراحيض في مستشفيات بقلب العاصمة. وقد اشتكى العديد من المرضى من جهتهم، من المشاكل التي عاشوها، نتيجة غياب مستخدمي شبه الطبي، في اليوم الأول من الإضراب، حيث عبّروا ل “الجزائر نيوز"، عن زيادة معاناتهم الكبيرة، وتدني نسبة الخدمات “فنحن كمرضى نعاني من قلة الخدمات في الأيام العادية، فكيف في أيام الإضراب"، موضحين أنهم يتمنون الإستجابة الفورية لمطالب مستخدمي شبه الطبي حتى يتمكن المواطن من ضمان العلاج المناسب، الذي يظل أهم إنشغالاته.