- 1 - أقاوم إغراءً قويا، بلطم أولئك الذين يدعون حب الأدب - أقصد قراء الديشي- على قفاهم، أولئك الكسالى الخرقى، الحساد البهاليل، فأراني كلما وقف أحدهم أو جلس بقربي، إلا ورحت أكثف تعزيزاتي لمراقبة يدي، صرت والحق الحق أقول لكم، لا أثق بيدي، أن تتملص من قبضتي وتمتشق الجزمة. - 2 - يوجد نقاد عيونهم وآذانهم من ذهب، وآخرون غيرهم، هم “نقاد الديشي" أولئك هم التبن “القُرط gorte" الذي تسرح فيه ماعز أدباء الديشي. - 3 - كان ابن الرومي المسكين يقول: أول ما أسأل من حاجة * أن تقرأ الشعر إلى آخره ثم كفاني بالذي ترتئي * في جيّد الشعر وفي شاعره على كلٍ: لعلنا لسنا بحاجة، اليوم، إلى “لسان العرب"، بقدر ما نحن بحاجة إلى معجم “أُذن العرب" معجم يعلمنا فن الإنصات إلى بعضنا البعض، نحن نحتاج إلى تطوير شعرية الأذن، قبل شعرية الكلمات، هكذا ربما ومع الوقت ننظف (الذوق الديشي). - 4 - هناك كلمات هزيلة مريضة، ترسلها السلطات الشعرية العليا، وفي كل دورة، إلى الألعاب الأولمبية لرفع الأثقال! السلطات نفسها توفد كلمات أخرى، سمينة مشحمة، لتسابق أخريات رشيقات، وفي ماراطون المعنى! هناك حيث الكلمات البطلات الرشيقات، هذا مقبول وإلى حد ما، ولاعتبارات قد نتكتم عليها، ولكن من تكون يا ترى هذه الكلمات الميتة التي أوكل إليها التحكيم، وتسليم الميداليات؟ هذا ديشي مُركب، وسُنّة مقلوبة تميط الطريق عن الأذى، لا الأذى عن الطريق! - 5 - هل يمكن أن نصنع من مجموعة من الموتى حيا واحدا على الأقل، أقول إذا نحن أحسنا كشط ما تبقى من مادة الحياة فيهم؟ هناك دائما قسط من الحياة حتى في المقابر النصية بين النصوص الميتة البائدة، إنها الحكمة البالغة التي يفهمها أدباء الديشي أكثر من غيرهم، ففي كل نص مُستهلك فنيا، هناك مالا يظهر ليُقرأ، أقصد “زوائد النص" نفاياته، تلك المادة الخام التي يسرقها الأديب الحاذق، أقصد الأديب السارق، أديب الديشي، ليكررها، “الروسيكلاج" هنا مضر ببيئة الأدب، هذه ليست طاقة بديلة، إنما طاقة كهروقمامية، وتلوث أدبي يا جماعة! - 6 - هناك أدباء شرفاء، ولكن ظاهريا ليس أكثر، إنهم يبنون كل أبراج موهبتهم من فضلات غيرهم، فلكل أديب حقيقي موهوب، فضلة لكتاباته، لا يمكن لغير أدباء الديشي الكبار أن يتصيدوها، قد يقول أحدهم إن القمامة الأدبية لفلان الأديب، هي أكثر بريقا من فضة الأديب الفلاني ومن ذهبه، قد أوافقه الرأي، لكن هناك ذهب مسكوك من الديشي... ولا شك، يعرفه أصحاب الصنعة والنحاسون والخردواجية، مكانه مع البراغي والمطارق والكلاليب، عند صاحب الخردوات، لا في خزائن الصائغ. - 7 - هناك مفارغ أدبية عمومية وبمواصفات عالمية! إنها تصلح كحدائق حتى، يتنزه فيها أدباء الديشي بأكياس قرائحهم، مفارغ مطابقة لمواصفات وشروط الصحة القرائية! - 8 - أحاسيس الديشي تسلق الشاعر الكبير الجدير، سور الحديقة العالي، لعله قرر أخيرا أن يخطف حبيبته الحسناء، ليتزوجها على الطريقة الرومنسية، كانت المدينة تغطس في ظلام عميق.. لما قفز الشاعر العظيم الفهيم، إلى حوش منزل حبيبته، أحدث وقع أقدامه خشخشة، سمعتها عشيقته الحسناء المستيقظة، والتي كانت في انتظار ومن المساء على ما يبدو، خفيفا وعلى جناح القلب دخل الشاعر الحساس إلى الاسطبل، ومسرعا خرج منه، وهو يجر بقرة سمينة، من حبل أوثقه ببراعة في رقبتها، نظر شمالا ويمينا وبحب كبير.. وخطف البقرة وغادر. تقول الرواية إن أحدهم أمسك به، ومايزال يضربه، إلى الآن... *جامعة تيزي وزو