نظم بالقاعة الكبرى للحفلات “جاك برال"، ببروكسل، منتصف الأسبوع، الطبعة الأولى لمهرجان المولد النبوي الشريف، الذي نظمته جمعية ENSENBLE تحت شعار “نجتمع برغم اختلافنا". جمع غفير من أتباع مختلف الطرق الصوفية جاءوا من جميع أنحاء أوروبا، لحضور المهرجان، رفقة الجالية العربية والمغاربية ببلجيكا، إلى جانب وزيرة الثقافة الفيديرالية “والوني- بروكسل"، فضيلة لعنان، وممثلين عن السفارة الجزائرية والمغربية ببروكسل، كما حضر الاحتفالية شيخ الطريقة العلوية خالد بن يونس. وقد شارك بالمهرجان كل من فرقة جوق الأخوة العلوية، من مستغانم، جوق الأخوة الموريدية من السينغال، وجوق الأخوة القادرية من باكستان، التي قدمت وصالات غنائية صوفية امتعت الجمهور الذي اكتظت به القاعة الكبرى للحفالات، إلى جانب ذلك قدمت فرقة “أفريكان جويس"، ذات الأصول الأونغولية، وصالات غنائية انجيلية متنوعة بموسيقاها ورقصاتها التي سحرت بأدائها الجمهور الحاضر، وقدم الشاب، يونس غازي، وفرقته عرضا ممتعا من رقصات البريك دانس. وتميز المهرجان بمشاركة “الشيخ حسان ديك" ذو الأصول الألمانية مرفوقا بجوقه الموسيقي “قافلة الحب"، حيث سافر بالحضور إلى عوالم روحانية وهو يردد أغانيه الشهيرة “illah ila allah"، “troubled by love"... وباللغة الانجليزية لكن بطريقة صوفية روحانية قدم الشيخ، خالد ديك، أغانيه عازفا على آلة “الكومبانيلا" وهو يروي قصصا امتزجت بطقوس التصوف، زادتها “قافلة الحب" برقصاتها المعروفة برقصة الدراويش على إيقاعات أوتار الموسيقى الشرقية رونقا، ولم يستطع الجمهور الحاضر تمالك نفسه، مطلقا العنان لانفعالاته على درب المتصوفة ودوران الجادبين. وعلى هامش المهرجان، أقامت المنظمة الدولية للصوفية، معرضا للصور الفوتوغرافية لمختلف مهرجانات المولد النبوي الشريف في الجزائر والعالم، حيث عرضت المنظمة صورا لأهم المحطات التي توقف عندها المهرجان ونذكر منها البليدة، مستغانم، بشار، بالإضافة إلى صور آخر المهرجانات التي أحيتها المنظمة بباريس. ويقول الشيخ خالد بن تونس، شيخ الطريقة العلوية والرئيس الشرفي للمنظمة الدولية للطريقة العلوية، في تصريح ل “الجزائر نيوز" عن هذه الاحتفالية بالمولد النبوي الشريف، أنها “تعود بجاليتنا إلى أصولها الدينية والمحمدية والحنين إلى الوطن، فالمولد يلعب دورا اجتماعيا، لأنه احتفال عائلي كما هو احتفال للأطفال"، مضيفا “في الوقت الذي كان البعض يراه حرام، كنا نحن نناضل من أجل إحيائه منذ 17 سنة، لأن المولد يأخذنا إلى أصولنا المحمدية"، كما أن المهرجان، حسب الشيخ خالد بن تونس، يساعدنا على التعريف والاثبات للعالم بأن لنا ثقافتنا الإسلامية المتفتحة، إلا أن العمل بها في حياتنا اليومية هي أفضل وسيلة للتعريف بها، ويضيف في السياق نفسه، بأننا قادرين، اليوم، على تغيير النظرة السلبية للعالم الغربي التي من خلالها يرون الإسلام على أنه إرهاب، مشاكل وتدمير، بل أن هناك بعض الدول أصبحت تستعمل الإسلام كغطاء للوصول إلى أهدافها. وعن نجاح هذه الطبعة ببروكسل يقول الشيخ بن تونس “هذه الطبعة ناجحة ككل الطبعات السابقة، ولاقت تسهيلات من قبل السلطات البلجيكية والدليل هو حضور وزيرة الثقافة". ونشير إلى أن مهرجان المولد النبوي الشريف، ببروكسل، في طبعته الأولى، قد جرت فعالياته خلال يوم واحد ودام مدة اربع ساعات.