خرج، صبيحة أمس، المئات من تلاميذ ثانويات مدينة تيزي وزو في مسيرة حاشدة، جابت شوارع وأزقة عاصمة جرجرة، للتعبير عن رفضهم لبعض القرارات الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية المندرجة في إطار الإصلاحات التربوية، والتنديد بكثافة البرنامج الدراسي والحجم الساعي وقضية المآزر وغيرها من المشاكل التي يواجهونها، مطالبين الوصاية بإعادة النظر في العديد من القرارات والتعجيل في حل المشاكل التي يرون أنها تعرقل مشوارهم الدراسي ولا تخدم مصلحتهم نظرا للمعاناة اليومية التي يواجهونها في الأيام الأولى من الدخول المدرسي للسنة الجارية· انطلقت هذه المسيرة العارمة على الساعة الثامنة صباحا من ثانوية عميروش وثانوية الخنساء عبر شارع الإخوة بلحوسين، ثم اتجهوا إلى كل من ثانوية لالا فاطمة نسومر، ثانوية رابح سطنبولي، ثانوية عبان رمضان، الثانوية الجديدة بشارع ستيتي، حيث جابوا العديد من شوارع وأزقة مدينة تيزي وزو، ليأخذوا فيما بعد وجهتهم عبر شارع هواري بومدين إلى مقر مديرية التربية والاعتصام أمامها لحوالي ساعة من الزمن، وبعدها غزوا مفترق طرق وسط المدينة، أين شلوا حركة المرور وتجمهروا فيها ورددوا عدة شعارات تنتقد وبشدة الإصلاحات التربوية، وبعدها واصلوا مسيرتهم متجهين إلى مقر ولاية تيزي وزو والاعتصام أمامها، حيث دامت المسيرة إلى غاية الثانية زوالا· وحسب تصريحات هؤلاء التلاميذ ل ''الجزائر نيوز''، فإن الأسباب الرئيسية التي دفعتهم للخروج في مسيرة، هي كثافة البرنامج الدراسي التي جاءت بعد التدابير الإضافية والبيداغوجية والتنظيمية التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية، خلال السنة الدراسية الجارية، والمتمثلة في توسيع السنة الدراسية من 27 أسبوعا إلى 37 أسبوعا، مؤكدين أنهم يواجهون صعوبات حادة بسبب هذا الإجراء لأنه -حسبهم - لا يخدم مصلحتهم ويؤثر سلبا على مستواهم الدراسي، وأجمعوا على أنهم من غير المعقول أن يستوعبوا كل الدروس أو أن يراجعوها· وطرح كذلك هؤلاء المحتجون مشكل انتهاء الدراسة خلال الفترة المسائية المقررة على الخامسة والنصف، معتبرين هذا القرار بالمجحف، وأنه يصعب عليهم الالتحاق بمنازلهم مبكرا· كما أشاروا كذلك إلى أنهم ضد قرار إجبارية ارتداء المآزر بالنسبة للتلاميذ الذكور، مشيرين إلى أن إجبارية ارتداء المآزر لا تحل مشاكل قطاع التربية، مطالبين من الوصاية الاهتمام بالجانب البيداغوجي الاجتماعي والتكفل الفعلي بالتلاميذ وتوفير جميع الشروط الضرورية للتمدرس· إلى جانب ذلك، تطرق التلاميذ في حديثهم مع ''الجزائر نيوز'' إلى مشكل غياب الأمن داخل الثانويات وخارجها، مؤكدين أن التلاميذ يتعرضون بصفة متكررة لمختلف أنواع الاعتداءات لاسيما منها الفتيات· هذا، وقد انتقدوا بشدة قرار إدراج صبيحة السبت نصف يوم دراسة كحل للتقليل من كثافة الحجم الساعي في اليوم، معبرين عن رفضهم المطلق لهذا القرار الذي يستهدف، حسبهم، يوم عطلتهم الأسبوعية· ولم تنتهِ مشاكل التلاميذ عند هذا الحد، بل أضافوا كذلك النقص الفادح للنقل المدرسي الذي اعتبروه المشكل العويص الذي يؤرقهم يوميا لاسيما فيما يخص تلاميذ كل من بترونة، وافنون، بوهينون، إسياخام أمدور، أقاواج، ثيميزار لغبار، ثازمالت الكاف··· وغيرها والذين يزاولون دراستهم في مختلف ثانويات بلدية تيزي وزو، حيث أجمعوا على أن نقص النقل المدرسي يجعلهم يلتحقون متأخرين عن مواعيد الدراسة في الأوقات الصباحية، ويرجعون ليلا إلى منازلهم، لاسيما وأن الخروج من الثانوية مقرر على الخامسة والنصف مساء، وهذا الوضع دفع بالعديد منهم إلى التنقل مع الخواص ما يكلفهم نفقات إضافية· ومن جهة مقابلة، طرح هؤلاء التلاميذ المحتجون مشكل رداءة الوجبات الغذائية المقدمة على مستوى مطاعم ثانويات بلدية تيزي وزو كما ونوعا، وكذا غياب المطعم الثانوية الجديدة المتواجدة بشارع ستيتي التي دشنها بن بوزيد يوم 17 سبتمبر المنصرم، وبحسبهم تلاميذ هذه الثانوية يقتنون الأكل من المحلات الخاصة ما يكلفهم نفقات إضافية، وأكثر من ذلك، أجمع العديد من تلاميذ هذه الثانوية على أن الكثير منهم يبقى دون أكل نظرا لمستواهم المعيشي المتردي· وللتذكير، فقد سبق وأن خرج تلاميذ ثانويات مدينة تيزي وزو يوم الخميس المنصرم في مسيرة حاشدة مطالبين بنفس المطالب· صوت التلاميذ: لماذا خرجتم في هذه المسيرة؟ آيت بن عمارة ناصر (سنة ثالثة رياضيات بثانوية الخنساء): ''خرجنا في هذه المسيرة للتعبير عن رفضنا المطلق للعديد من قرارات وزارة التربية الوطنية، فنحن نعيش معاناة كارثية من خلال البرنامج الدراسي لهذه السنة، فهو كثيف جدا ومن المستحيل استيعاب الدروس أو مراجعتها، فليس لدينا الوقت لا للراحة ولا للتركيز، كما أننا ننتقد بشدة قرار إجبارية المآزر، وعلى الوزير أن يدرك أن مشاكل قطاع التربية لا تكمن في المئزر، فعليه أولا أن يوفر الشروط البيداغوجية الضرورية وأن يضع استراتيجية تربوية تكون في صالح التلاميذ''· بلادي غيلاس (سنة أولى بثانوية عبان رمضان): ''نريد من خلال هذه المسيرة إيصال رسالة إلى وزير التربية، لنقول له إن الإصلاحات ليست في صالح التلاميذ، وعليه أن يعيد النظر في حجم البرنامج الدراسي، والتقليل من الحجم الساعي، يوفر لنا الشروط البيداغوجية الضرورية التي من شأنها أن تساعدنا على التحصيل العلمي، على غرار توفير النقل المدرسي، ضمان الأمن في الثانويات، ضمان الوجبات الغذائية وغيرها''· أولطاش إيدير (سنة ثانية بثانوية الخنساء): ''خرجنا في مسيرة للتنديد بكثافة البرنامج الدراسي، وضخامة الحجم الساعي وكذا بسبب قرار تخصيص نصف يوم من السبت للدراسة، فهذه القرارات لا تساعدنا على الدراسة وتؤثر سلبا على التحصيل العلمي وترهن مشوارنا الدراسي، فنحن نطالب بإعادة النظر في مثل هذه القرارات التعسفية التي لا تخدم مصلحة التلاميذ، كما نستنكر وبشدة الوضع الذي آلت إليه مطاعم الثانويات التي تقدم وجبات غذائية رديئة كما ونوعا''· فاهم سفيان (سنة ثانية تسيير بثانوية متعددة الاختصاصات): ''نحن نريد إيصال صوتنا، وتحسيس الرأي العام بوضعنا، فنحن نعاني في الأيام الأولى للسنة الدراسية الجارية جراء كثافة البرنامج، وضخامة الحجم الساعي، كما أن قرار تحديد انتهاء الدراسة في الفترات المسائية على الخامسة ونصف كارثي لأن هذا لا يخدم مصلحة التلاميذ لاسيما منه الذين يقطنون في مناطق خارج مدينة تيزي وزو، فنحن نطالب بالحلول العاجلة''· صالح حمزة (سنة أولى علوم طبيعية بثانوية الخنساء): ''القيام بالمسيرة وبالإضراب عن الدراسة هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع بها إيصال رسالة لوزارة التربية الوطنية، لنعبر عن كل المشاكل التي نواجهها في الدراسة، ونحن اليوم نطالب بتخفيف البرنامج الدراسي، وكذا تقليص ساعات الدراسة وإعادة النظر في قرار إجبارية ارتداء المآزر للتلاميذ الذكور، كما نطالب كذلك بضرورة توفير الشروط البيداغوجية الضرورية كتحسين الوجبات الغذائية، توفير الأمن وغيرها''·