تواصل المدافئ المغشوشة حصد الأرواح، من المسؤول عن استمرار هذا الوضع؟ المشكل الذي سبق وأن طرحناه، يخص الرقابة على نوعية كل المنتوجات الصناعية، المنعدمة تماما، وإلى حد اليوم، الجزائر لا تتوفر على مخابر للتحقق إذا ما كان المنتج مغشوشا أم لا، ومن شأن هذه المخابر مراقبة المنتوجات الصناعية ومدى مطابقتها للمعايير، فالرقابة تتم عن طريق الوثائق فقط، وغالبا لا نتمكن من تحديد المسؤولية من خلال هذا النوع من المراقبة. وأمام غياب آليات الرقابة، كما أشرتم، ما الذي يجب فعله لتجنيب المستهلك المخاطر؟ لابد من الاعتماد هنا على وعي المواطن، الذي تقع عليه مسؤولية تفقد المدفأة أو سخان الماء عند اقتنائهما، ومن الأفضل شراء المدافئ القديمة التي تعتمد على الأنابيب في عملية تسريب الغازات السامة، عوض المدافئ التي تعتمد على نظام التصفية الآلية للغازات والتي تتطلب تغييرها في كل مرة، وهذا ما لا يتفطن له المستهلك، مما يعرضه للمخاطر دون علم، وهذا راجع إلى غياب الوعي لدى المستهلك الجزائري، ونحن نوصي ونلح على ضرورة عدم شراء هذا النوع من المدافئ. وهل يوجد إقبال من قبل المستهلك على هذا النوع؟ نعم هناك إقبال كبير عليها، بسب ثمنها، فهي أقل تكلفة مقارنة بالنوع القديم الذي لا نجده بكثرة في السوق، وأغلب المناطق التي تعرف انتشاره هي مناطق الشرق الجزائري، لذلك فهي تعرف حوادث كثيرة، كان آخرها موت ثلاثة أشخاص دفعة واحدة ببرج بوعريريج، كما أن عدم استعانة المواطن بأخصائي لتركيب التجهيزات الخاصة بالتدفئة، كان وراء كثرة حالات الاختناق بالغاز.