في الوقت الذي تتباهى فيه السلطات الرسمية أن تجعل من عاصمة الشيخ عبد الحميد بن باديس عاصمة مرة أخرى للثقافة، نشهد استعراض القوة ضد طلبة ليسماس تهديدا فعليا من نزعه بشكل متشنج وغير قانوني من الحياة، هل هذا معقول أن تُواجه مطالب الطلبة الشرعية من وزارة الثقافة بشكل تعسفي يضرب عرض الحائط بكل ذاكرة هذا المعهد وبكل العقلانية وضبط النفس والحكمة الذي من واجب السلطات أن تتحلى به.. إن ليسماس ظل لوقت طويل معرضا للتهميش واللامبالاة والإحتقار من طرف مسؤولي قطاع الثقافة.. كيف بالله على السلطات أن تدّعي اهتمامها بتطوير الثقافة في بلد مولود معمري وكاتب ياسين ولخضر حامينا ورشيد بوجدرة إذا ما ظلت تحمل كل هذا الاحتقار على الأرض لرجال ونساء الثقافة الحقيقيين والأحرار، ولكوادر المستقبل من مخرجين وكتاب سيناريو ونقاد وممثلين.. لقد ظل هذا المعهد خاضعا لفترات طويلة لأمزجة المسؤولين وارتجالاتهم بتصرفهم مع هذا المعهد كأنه ملكية خاصة بهم.. ثم كيف نقوم تحت حجة الإضراب غير الشرعي الذي شنه الطلبة بتعليق نشاطاته إلى أجل غير مسمى... ألا يعني ذلك عدم الشعور والإحساس بالمسؤولية؟! ألا يعني ذلك تعسفا في ممارسة السلطة.. إننا ندعو وزيرة الثقافة وهي التي ظلت تقول عن نفسها إنها أصبحت تتسول من أجل أن يكون للثقافة ميزانيتها المحترمة أن تعيد النظر في قرارها المتسرع، وتدعو أصحاب الحل والعقد في هذا البلد أن ينقذوا هذا المعهد من الاختفاء في زمن نحن في أشد الحاجة إليه لنضع الثقافة على سكتها الحقيقية حتى تصبح بمؤسساتها منارة إشعاع وتنوير أمام من يهددوا مستقبل البلد بالعودة إلى الظلام وإلى الوراء..