أكد المدير الولائي للثقافة، زبدة جيلالي، أنه تم تثمين الموقع من خلال إنشاء الطريق السيار الرابط بين العاصمة وشرشال، مما يسمح بظهور الموقع “جليا للمارة". وقال المصدر نفس، إن المشكل الوحيد في هذا الإطار، هو عدم وجود مدخل عبر الطريق السيار، مشيرا بقوله “نحن الآن في عمل تشاوري مع المديرية الولائية للأشغال العمومية لإنشاء مدخل عبر الطريق السيار، وهو مشروع قيد الدراسة على مستوى المديرية المشار إليها" . وقال المتحدث ذاته، إن هناك فرضية تشير إلى أن “يوبا الثاني" هو من بنى هذا الضريح خلال فترة حكمه، حيث “بناه لنفسه ولزوجته كيلوباترا سيليني" وذلك على اعتبار أنه ضريح ملكي، مشيرا إلى كون “كيلوباترا سيليني" كانت ابنة كيلوباترا مصر الشهيرة. وقدم جيلالي زبدة، بعض الوقائع التاريخية المهمة في هذا الإطار، مشيرا إلى أن “يوبا الثاني" نشأ بروما ولكونه كان مقربا من الأسرة الإمبراطورية فقد تزوج من “كيلوباترا سيليني" ابنه كليوباترا مصر، التي كانت قد تزوجت من امبراطور روما في ذلك الوقت، المعروف ب “أوغوست". وقال المتحدث ذاته، إن الضريح الملكي الموريتاني معروف شعبيا ب “قبر الرومية"، حيث سمي كذلك لوجود “أشكال الصليب في مداخله الوهمية الأربعة، وقد اعتمدت هذه الأخيرة لتضليل الفضوليين، على اعتبار أن الضريح لديه مدخل واحد رئيسي". وأشار زبدة جيلالي، إلى أن وجود أشكال الصليب، كعنصر زخرفي محض، ليس لديه علاقة بالديانة المسيحية على اعتبار أن الضريح تم بناؤه “قبل ظهور وانتشار المسحية ولاسيما وأن الصليب وجد قبل المسحية كعنصر زخرفة وزينة في العمارة القديمة". وأكد المتحدث ذاته، أن الضريح مقصود من طرف الزوار بقوة لكونه ضمن المواقع الأثرية لتيبازة، مشيرا إلى أن المدخل الرئيسي الذي يؤدي إلى قلب الضريح تم غلقه في التسعينيات من القرن الماضي ل “أسباب أمنية" وأخرى “مرتبطة بممارسة الانحرافات"، قبل أن يضيف بقوله “يتم العمل، حاليا، من جانب المديرية الولائية للثقافة مع الديوان الوطني لتسيير واستغلال المواقع الأثرية على إعادة فتح هذا المدخل بعد استباب الأمن وتهيئته للزوار، لاسيما من خلال الإنارة، وقريبا خلال السنة الجارية 2013، سيتم فتح هذا المدخل" وفق تصريحات المدير الولائي للثقافة بتيبازة، الذي يقول إن الضريح يضم في داخله “دهليزا حلزوني الشكل" يؤدي إلى وسط الضريح أين توجد الغرفة الجنائزية التي “لا وجود لأي أثاث جنائزي بها"، وفق زبدة جيلالي، الذي يؤكد وجود فرضية تقول إنه تم “قديما سرقة الأثاث الجنائزي من المكان من طرف أشخاص ولكن ذلك يبقى مجرد فرضية فقط". وقال المتحدث ذاته، إن “ما تردد حول الاعتداء على الآثار بالموقع، على غرار الرسومات الموجودة على الأحجار والكتابات، هو أمر موجود على المستوى الوطني، كما أنه لا يشكل خطرا، على اعتبار أنه يمكن إزالة هذه الرسومات والكتابات". كما أكد المدير الولائي للثقافة بتيبازة، أنه “لم تحدث أية سرقة للآثار بهذا الموقع"، مشيرا إلى أن “عملية تهيئة الموقع هي الآن في طور التحضير، حيث سيتم اعتماد مكتب دراسات مختص، لتسمح هذه التهيئة المرتقبة بإعادة تثمين الموقع في اتجاه الإضاءة والتنظيف وإنجاز مرافق الاستقبال، وينتظر أن تتم هذه التهيئة خلال سنة 2013"، وأشار المتحدث إلى كون محيط الموقع مستغل من جانب السلطات البلدية للمنطقة، مضيفا بقوله “نحن نعمل على تحديد محيط الموقع واستغلاله من طرف الجهات الثقافية المعنية"، وهو أمر “سيسمح لنا بتحقيق مداخيل، لاسيما وأن الديوان الوطني لتسيير واستغلال المواقع الأثرية هو مؤسسة ذات طابع تجاري واقتصادي، ويعود له بالدرجة الأولى تسيير هذه المواقع الأثرية المصنفة، حيث ستسمح هذه المداخيل بالحفاظ على الموقع المصنف كتراثٍ عالمي ومن بين الأضرحة الملكية الموريتانية".