أصدر الفنان القبائلي “نسيم بشوش" ألبوما غنائيا يعتبر الأول في مشواره الفني والغنائي، واستطاع من خلاله أن يعيد الاعتبار للأغنية القبائلية، من حيث الموسيقى والكلمات واختيار طابع موسيقي يمتزج بين الموسيقى التراثية والموسيقى العصرية، بعيدا عن طابع الفلكلور الذي تسبب في تراجع مكانة الأغنية القبائلية. بعد أكثر من أربع سنوات من العمل والتحضير، نجح الفنان القبائلي الشاب “نسيم بشوش" في صنع الاستثناء بألبومه الذي يحمل عنوان “سول" من كل الألبومات الغنائية التي شهدها سوق الموسيقى والغناء القبائلي خلال هذه السنة وخصوصا ألبومات فنانيي الجيل الجديد، وتطرق إلى عدة مواضيع عاطفية واجتماعية. بدأ الألبوم بأغنية “أرثمورث" بمعنى “إلى البلد" حيث يمجد فيها الوطن ويعبر عن لوعة المغتربين من زيارة أرض الأجداد للقاء الأهل والأصدقاء والاستمتاع بمناظر منطقة القبائل في القرى الريفية وفي جبال جرجرة. وفي هذه الأغنية ركز الفنان على ضرورة زيارة البلد بهدف الإطلاع على أخباره الحقيقية وأحواله العامة بعيدا عن الأخبار المزيفة التي تصل إلى المهجر. أما الأغنية الثانية فجاءت بعنوان “دونيثيو" بمعنى “حياتي" وهي أغنية تتطرق إلى هموم الحياة وكثرة المشاكل التي يعيشها الشباب والصغار والتي تمتد إلى الكبار، واستخدم الفنان كلمات يكرس فيها جدلية الصراع بين المكتوب والحظ في الحياة، حيث تلاعب بالكلمات مجسدا نسقا فلسفيا بين المعاناة وأمل البحث عن الهناء، وهي الطريقة التي اشتهر بها الفنان القبائلي الراحل يوسف أبجاوي خصوصا في رائعته المشهورة “ثيط ذ وول" بمعنى “العين والقلب". وفي أغنيته الثالثة بعنوان “مناغ أكمسعوغ ذلجار" بمعنى “تمنيت أن تكوني جارتي" أعاد الفنان الصاعد نسيم بشوش الروح للفنان القبائلي الكبير والراحل شريف خدام تكريما لروحه ولما قدمه للأغنية الجزائرية عموميا والقبائلية خصوصا، وهي أغنية عاطفية أداها بنجاح في الصوت و«الريتم" واللحن، مطلقا العنان لعواطفه بزرع الأماني والأحلام في الروح للتقرب من حبيبته وكسب قلبها وأحاسيسها. والأغنية الرابعة جاءت بعنوان “سول" بمعنى “من القلب" والتي أداها بطريقة الفنان القبائلي العاطفي حكيم تيداف الذي حقق شهرة كبيرة قبل أن يقرر اعتزال الغناء لأسباب صحية، حيث أراد الفنان نسيم بشوش الأخذ بنهجه وتطرق في هذه الأغنية العاطفية إلى تناقضات الحب وخيبة الأمل من الأحلام، والدعوة إلى التسامح على الفراق. والأغنية الخامسة تحمل عنوان “ثاشمعث" بمعنى “الشمعة" وهي أغنية سبق وأن غنتها الفنانة القبائلية القديرة “مليكة دومران" وكتبها والده “بشوش علي"، وقرر ابنه نسيم أن يعيدها إلى الواجهة، من جهة لتكريم والده والفنانة مليكة دومران، ومن جهة أخرى نظرا لما حققته الأغنية من شهرة ولما تحمله من معانٍ عاطفية حول تضحية العاشق على عشيقته، حيث يقول في إحدى مقاطعها “أحترق كالشمعة لأشعل لك الضوء". والأغنية السادسة تحمل عنوان “ثامورث تلوفا" بمعنى “بلد المحن" يتطرق فيها إلى مشاكل الشباب وفقدان الصبر والأمل واختفاء مشاهد العيش الكريم في بلد غني بالثروات الطبيعية والموارد البشرية وتغمره المشاكل على جميع الأصعدة وينعدم فيه الهناء والسلم، وحسب الفنان، هذه المشاكل دفعت ببعض الشباب إلى طريق الانحراف والآخرون فضلوا الهجرة والغربة وقطع البحار بكل الطرق بما فيها “الحرقة" بحثا عن حياة أفضل، وتعتبر إسقاط مباشر للوضع الاجتماعي والاقتصادي المزري للشباب الجزائري.اختتم الفنان نسيم بشوش، ألبومه بأغنية “ثيرقاو" بمعنى “أحلامي" يروي فيه حلم الحب الذي لم يدم طويلا بعد أن تدخل المكتوب وقطع العلاقة الغرامية.