إحتفلت إذاعة تيزي وزو، سهرة أول أمس، برأس السنة الأمازيغية الجديدة “يناير" 2963 بتنظيم حفل مميز بحديقة التسلية “ثمغرة" بالمدينة الجديدة، وصنعت أجواء من الغناء والموسيقى استمتعت بها الجماهير الغفيرة التي توافدت بقوة. أصبح الاحتفال ب “يناير" عادة سنوية لإذاعة تيزي وزو، فبعد التجربة الأولى السنة الماضية التي حققت نجاحا كبيرا واستحسان السكان، كررت العملية نفسها هذه السنة وقامت بتنظيم حفل مميز بهذه المناسبة التاريخية والثقافية لمنطقة القبائل وسكان الأمازيغ، وهو الحفل الذي نقلته على أمواجها وأمواج إذاعة “جيل أف. أم" إلى غاية منتصف الليل. وانطلقت هذه التظاهرة التي احتضنتها حديقة التسلية “ثمغرة" بتنظيم “الوعدة"، وهي وجبة غذائية تتمثل في وجبة الكسكس القبائلي بمسبح الحديقة، حيث توافد العديد من المواطنين بمن فيهم الفنانين والمسؤولين التنفيذيين والمنتخبين في المجالس الشعبية البلدية والمجلس الشعبي الولائي وممثل الأحزاب السياسية... وغيرهم. والمرحلة الثانية من السهرة، احتضنتها “الخيمة" المتواجدة داخل الحديقة، حيث تم تنظيم حفل غنائي وموسيقي كبير. وافتتحت الحفل الفنانة القبائلية المغتربة مليكة يامي التي قدمت أغاني الشوق والغربة، وبدأت بأغنية “أيافروخيو" بمعنى “يا عصفوري" وهي أغنية للفنانة القبائلية الراحلة حنيفة وأدتها مليكة بنجاح، تلتها أغنية “أورغاغ" بمعنى “حلمت" وهي أغنية عاطفية خفيفة بطابع الفلكلوري، حيث ألهبت بها الجمهور الحاضر الذي اكتظت عن آخره الخيمة وأداها معها بصوت واحد ورقص لها كثيرا. وبعد إحساس بهيجان الجمهور فضّلت أداء أغنية عاطفية بالطابع الكلاسيكي بعنوان “سمحيي أكدسمكثيغ" بمعنى “أسمح لي أن أذكرك". ووقع الجزء الثاني من السهرة الفنان القبائلي الشهير، علي إذفلاون، الذي يعتبر صانع أمجاد الأغنية الأمازيغية سنوات الثمانينيات، وأمتع الجمهور بالأغاني القبائلية الملتزمة من أغانٍ نضالية ومدافعة عن الهوية الأمازيغية رافقها بأغانٍ عاطفية لاسترجاع زمن الشباب، وبدأ بأغنية “أتركوا لنا الطريق لماذا تخافون" وهي الأغنية التي كانت تطالب بحقوق الشعب الأمازيغي في الهوية واللغة. وفي كلمته التي أعقبت الأغنية، حاول الفنان إسقاط هذه الأغنية على الوضع الحالي الذي يشهده قطاع الثقافة بالبلاد، منتقدا سياسة التهميش والنسيان. وجاءت الأغنية الثانية بعنوان “عبد الله" ذكرى وترحما على الفنان المسرحي الراحل “موحيا" الذي يعتبر صديق الفنان ورفيقه، حيث كتب موحيا العديد من الأغاني لعلي إذفلاون. وبعدها أدى أغنية عاطفية بريتم الأغنية القبائلية الملتزمة بعنوان “أسمي نمليل" بمعنى “يوم التقينا" وهي الأغنية التي رافقها الجمهور بتصفيقات حارة وزغاريد النساء. وكانت المفاجأة في هذه السهرة دعوة الفنان والموسيقي بازو رفقة الفنانة المسرحية والمغنية “مونيا" اللذان قدما مقاطع موسيقية وغنائية مأخوذة من مسرحية “ما وراء البحر" التي أنتجها المسرح الجهوي لبجاية، حيث أهدت مونيا الجمهور بصوتها العذب باقة من الأغاني التراثية المميزة على غرار “أيازارزور" و«بنات الصحبة" و«باريس" و«ثمورثيو". أما المفاجأة الثانية التي خصصها مسؤولو إذاعة تيزي وزو للجمهور، هي دعوة الفنان الترقي “نبيل بالي" وهو ابن الفنان المعروف والراحل “عثمان بالي"، الذي يزور ولاية تيزي وزو ويغني فيها لأول مرة، حيث قدم عدة أغاني بالترقية بلباس الرجل الأزرق التقليدي اعتمادا على الآلات الموسيقية العصرية، وكان بصحبته مجموعة من الموسيقيين الفرنسيين والترقيين من النيجر، وأدى أغنية “إلا ربي"، ثم أغنية “ثامغارثيو" بمعنى “امرأتي" التي جسدها بموسيقى الأغنية المعروفة “يا رايح"، والتي تمجد المرأة الترقية، تلتها أغنية “جانت أسيف أسيف" وهي أغنية تنقل جمال منطقة جانت، وبطلب من الجمهور أدى أغنيته الشهيرة “ثينيري" التي توصف البيئة الصحراوية والترقية، وتعبّر عن حب وتعلق الرجل الترقي بالصحراء. ووقع الجزء ما قبل الأخير الفنانة القبائلية الشهيرة مليكة دومران، التي صنعت أجواء من الفرجة والمتعة بأغانيها عن الحب والوطن والهوية الأمازيغية، حيث أهدت أغانيها للمرأة وللراحلين معطوب الوناس وشريف خدام. واختتم السهرة الفنان الشاوي “جو بيربير" واسمه الحقيقي “جمال صابري" الذي أمتع بدوره الجمهور القبائلي بالأغاني الشاوية، وأبدع “جو" بحركاته الفنية فوق الركح ورقصات من التراث الشاوي التي مزجها بحركات الرقص العصري، حيث داعب قيثارته بأنامله الخفيفة، ونجح في تحريك الجمهور الذي رقص كثيرا وتجاوب بقوة مع كل الأغاني التي قدمها.