شل عصيان مدني مدينة، عدن، جنوبي اليمن، أمس الأربعاء، احتجاجا على ما يوصف بانتهاكات تطال أنصار الحراك الجنوبي، الذي يقاطع الحوار الوطني الذي انطلق يوم الإثنين. وقال شهود عيان لوكالة يونايتد برس إنترناشونال، إن عصيانا مدنيا شاملا شل الحركة بمختلف مديريات عدن، وأغلقت الجامعات والمدارس والمرافق الحكومية استجابة لدعوة الحراك الجنوبي لتنفيذ العصيان، السبت والأربعاء، من كل أسبوع. وأشاروا إلى أن قوات الأمن تطلق النار بين فترة وأخرى لدى قيام المحتجين بقطع الطرق بين مديريات عدن، وخاصة في منطقة المنصورة والشيخ عثمان. وكان الحراك الجنوبي قد دعا إلى عصيان مدني احتجاجا على ما يصفه بالانتهاكات التي تطال أنصاره من قتل واعتقالات، وكان آخرها مقتل الناشط محفوظ البر، الإثنين الماضي. وتشهد عدن ومدن أخرى بالجنوب منذ 21 فيفري الماضي مواجهات بين القوات الحكومية وعناصر الحراك الجنوبي الذي يدعو لانفصال جنوب اليمن عن شماله، بينما أسفرت المواجهات عن سقوط 12 قتيلا غالبيتهم من عناصر الحراك. ويأتي العصيان في وقت يتواصل فيه حوار وطني ينظم بالعاصمة، صنعاء، بموجب اتفاق انتقال السلطة، وبهدف التوصل إلى حلول لمشاكل البلاد وتعديل الدستور على أن يعقبها انتخابات عامة في غضون عام. وكان الرئيس، عبد ربه منصور هادي، قد شدد بكلمته الافتتاحية للحوار على أهمية معالجة قضية الجنوب، ودعا اليمنيين إلى فتح صفحة جديدة، وتقديم تنازلات وصفها بالمؤلمة من أجل الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، مؤكدا أن القضية الجنوبية “مسألة جوهرية" لمعالجة سائر القضايا باليمن. يُشار إلى أن الدعوة إلى الحوار، تمت بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي أسفر عن تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة في نوفمبر2011، وبات اليمن بسبب ذلك، البلد العربي الوحيد الذي أسفرت فيه احتجاجات شعبية عن انتقال منظم للسلطة.