انتقل إلى رحمة الله شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي، ظهيرة أمس، عن عمر يناهز 82 سنة ببيته في مدينة سطيف، عقب معاناته مع المرض. كان مدرب المنتخب الوطني الأسبق قد تم نقله في شهر نوفمبر الماضي إلى المستشفى العسكري بعين النعجة بعد تدهور حالته الصحية، قل أن يعود إلى بيته خلال الشهر الماضي بسطيف، أين وافته المنية يوم أمس. وكان عبد الحميد كرمالي قد استهل مشواره كلاعب لكرة القدم مع الاتحاد الرياضي لمدينة سطيف، قبل أن يخوض تجربة الاحتراف ضمن كل من أف سي ميلوز، وأس كان، وأولمبيك ليون (فرنسا). كما كان رفقة كل من مصطفى زيتوني ورشيد مخلوفي وسعيد براهيمي وأحمد أوجاني وعمار رواي وآخرين، في صفوف فريق جبهة التحرير الوطني. ويعد “شيخ المدربين"، عبد الحميد كرمالي، أول مدرب جزائري يمنح الكرة الجزائرية أول ألقابها القارية، وهو كأس أمم إفريقيا عام 1990 في الدورة 17 التي احتضنتها الجزائر، وفازت في المباراة النهائية أمام نسور نيجيريا بنتيجة هدف دون رد. كما يعد أول مدرب، والوحيد أيضا، الذي يؤهل أواسط الجزائر إلى مونديال اليابان 1979. كرمالي في سطور عبد الحميد كرمالي من مواليد 24 أفريل 1931 بمدينة سطيف، وسط عائلة كانت تعيش ظروفا صعبة للغاية، خاصة بعد وفاة والده خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان يبلغ عبد الحميد عشر سنوات فقط، الأمر الذي أجبره على عدم إكمال مشواره الدراسي، ليقرر أن يداعب الكرة المستديرة بعدها ويشق لنفسه طريقا فيها بعدما تقمص ألوان العديد من الفرق المحلية، مثل اتحاد سطيف ووفاق سطيف، والذي حاز معه أول كأس للجمهورية بعد الاستقلال. والتحق “شيخ المدربين" بفريق جبهة التحرير الوطني في 20 أفريل 1958، والذي كان مشكلا من نجوم البطولة الفرنسية، أبرزهم المرحوم مختار العريبي ورشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني، أين قرر عبد الحميد كرمالي ترك كلّ ما لديه في ليون من مال وشهرة وبطولة ليتفرّغ لمخطّط جبهة التحرير الوطني، حيث غادر اللاّعبون الجزائريون، ومن بينهم كرمالي، مدينة ليون خفية، مرورا بسويسرا وإيطاليا، قبل أن يلتحقوا بتونس. إنجازات لن تنسى بعدما وضع حد لمسيرته كلاعب، شرع كرمالي - رحمه الله - في عالم التدريب، حيث أشرف على عدة فرق في البطولة الوطنية منها ترجي مستغانم، مولودية الجزائر والوفاق السطايفي. كما خاض تجارب تدريبية خارج الدوري المحلي، أين اشرف على الاتحاد الليبي، وعلى مرسى تونس، إضافة إلى رأس الخيمة الإماراتي. وعلى مستوى المنتخبات الوطنية، فقد كان أول إنجاز له رفقة المنتخب الوطني للأواسط، هو تاهليله إلى مونديال اليابان عام1979، فيما يبقى أفضلها هو نجاحه في قيادة المنتخب الوطني لإحراز اللقب الوحيد للجزائر في كأس أمم إفريقيا سنة 1990. وبعدها نصب “الخضر" أنفسهم أبطالا للقارة السمراء حينها، وهو اللقب الوحيد الذي تتوفر عليه الكرة الجزائرية، والذي كان وراء إحرازه المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي. ويبقى الشيخ كرمالي - رحمه الله - واحدا من الذين صنعوا أمجاد كرة القدم الجزائرية، أين برز على يديه العديد من النجوم الجزائرية، ممن سيتذكرون دوما إنجازاته ومشواره في عالم الساحرة المستديرة كلاعب ومدرب.