ضربت هزة أرضية بقوة 5.5 درجة على سلم ريشتر، صبيحة أمس، مدينة بجاية، ولم تخلف خسائر في الأرواح، حيث تم تسجيل بعض الإصابات الخفيفة والإغماءات بسبب حالات الرعب والهلع، ووصلت ارتدادات الهزة إلى العديد من الولايات المجاورة على غرار سطيف وجيجل وتيزي وزو وبومرداس. وأسفرت هذه الهزة عن بعض الأضرار المادية التي مست بعض البنايات الهشة على مستوى المدينة العليا لعاصمة الحماديين والمدينة القديمة. وأكدت مصادر محلية مؤكدة أن الزلزال وقع في الساعة العاشرة وسبع دقائق صباحا، وحدد موقعها على بعد 14 كلم شمال شرق مدينة بجاية. وأكد والي ولاية بجاية أحمد حمو تهامي في تصريح للإذاعة الوطنية أن هذه الهزة الأرضية حدد موقعها بالضبط بين بلديتي أوقاس وسوق الاثنين، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أضرار مادية أو بشرية، مؤكدا أن مصالحه ستقف على الوضع حاليا خاصة في المؤسسات التربوية والأحياء القديمة التي تصدعت بعض جدرانها. وفي هذا الصدد، علمت “الجزائر نيوز" من مصادر محلية مطلعة، أن هذه الهزة الأرضية خلفت بعض الأضرار المادية في المدينة القديمة لبجاية باعتبار أن البنايات قديمة جدا ويعود تاريخ انجازها إلى العهد الاستعماري، وأن أغلبها سبق وأن تعرض إلى تشققات وتصدعات خلال الهزة الأرضية التي ضربت الولاية يوم 29 نوفمبر المنصرم. وأضافت مصادرنا أن الهزة الأرضية التي ضربت، أمس، مدينة بجاية خلقت حالات شديدة من الخوف والذعر والهلع وسط المواطنين، وأن العديد من السكان غادروا منازلهم واحتلوا المساحات الكبيرة في الخارج، مؤكدا أن عملية الهروب والتدافع أدت إلى تسجيل بعض الإصابات الخفيفة التي تم التكفل بها طبيا على مستوى مستشفى خليل عمران، وكذا على مستوى العيادات الصحية التابعة للولاية، مشيرا إلى أن كل المسعفين غادروا المراكز الطبية قبل منتصف النهار، موضحا أن أغلب حالات الإسعاف تتمثل في الإغماءات سيما في وسط العنصر النسوي. نفس الأمر أكده مصدر من الحماية المدنية ببجاية الذي أشار إلى أن وحدات الحماية المدنية تدخلت بسرعة فور حدوث الهزة الأرضية واستهدفت بدرجة أكثر الأحياء الشعبية والسكنية القديمة، مؤكدا أنه لم يتم تسجيل أية حالة إصابة خطيرة “كل حالات التحويل التي تكفل بها أعوان الحماية المدنية إلى المراكز الصحية ومستشفى خليل عمران هي حالات لا تستدعي القلق إطلاقا وكلها إصابات خفيفة جدا وأغلبها حالات إغماء بسبب الهلع والخوف". وكشف مصدرنا أن مصالح الحماية المدنية ببجاية جندت كل أعوانها وإمكانياتها المادية قصد التكفل الفعلي بهذه الهزة رغم أنها وصفت بغير الخطيرة. من جهة مقابلة، أشارت مصادر محلية إلى أن العديد من التلاميذ في المؤسسات التربوية أصيبوا بحالات من الهلع، مشيرا إلى أن بعض مدراء هذه المؤسسات قاموا بإخراج التلاميذ من الأقسام وتجميعهم في الساحات قبل أن يقرر إخلاء سبيلهم في بعض المدارس والمتوسطات في وقت تم مواصلة الدراسة في الفترة المسائية في أغلب المؤسسات. يذكر أن ولاية بجاية شهدت هزة أرضية يوم 29 نوفمبر المنصرم بلغت قوتها 5.3 درجة وخلفت 9 جرحى وتعرضت عدة مباني سكنية لأضرار معتبرة، حيث كشف والي بجاية أحمد حمو تهامي منذ يومين أنه تم تخصيص مبلغ مالي قيمته 120 مليار سنتيم موجهة لإعادة تهيئة وترميم السكنات التي تعرضت إلى تشققات وتصدعات. وأشار إلى أن اللجنة المكلفة بمتابعة الخسائر المادية أحصت 3180 بناية تعرضت للأضرار، منها 437 بناية صنفت في الخانة الخضراء درجة ثالثة، و1977 بناية صنفت في خانة اللون البرتقالي درجة ثالثة، وتم تصنيف 31 بناية في الخانة الحمراء وينتظر أن يتم منح سكنات جديدة للعائلات المنكوبة.