ينفي أنيس رحماني مدير قناة وجريدة النهار، بأنه غير متخندق سياسيا، وأن سر استهدافه بعض الصحف والقنوات مرده ابتزاز المتعاملين معه في مجال الإشهار من جهة، وامتلاكه معلومات معاكسة للمعلومات التي تُنشر حول وضع الرئيس الصحي من جهة أخرى، ويقول سامر رياض مدير “نوميديا نيوز"، إنه لم يستهدف أحدا بقدر ما استهدف الفساد كظاهرة وإنه لا يفهم موقف قناة النهار ضده على خلفية إثارته لملف مؤسسة طحكوت محي الدين، بينما آثرت جريدتي “الفجر" و«الوطن" التعليق على ظاهرة التراشق الإعلامي بين الصحف ووسائل الإعلام التي تأججت في ظرف سياسي تصنع مشهده رئاسيات 2014 وملفات فساد غير مسبوقة. حاولت “الجزائر نيوز" بهذا الملف تسليط الضوء على ظاهرة جديدة تبحث فيما إذا كان قد زاغ بعض الإعلاميين عن مهمتهم الأساسية المتعارف عليها عالميا، وما إذا نجح أصحاب المال والسياسة بعد سنوات من التألق للإعلام الجزائري وافتكاك مزيد من الحرية والانفتاح في ترويض السلطة الرابعة وإعادتها إلى نقطة الصفر. لم يحدث بشهادة كل الزملاء، القدماء منهم والجدد، أن شهدوا تراشقا إعلاميا بين أفراد الأسرة الواحدة كالذي تعرفه الساحة مؤخرا، بين عدة عناوين وقنوات، فكان لابد من نقل بعض الأسئلة والتساؤلات من النوادي وفضاءات اللقاءات الإعلامية إلى إطار تناول إعلامي موضوعي يبحث في الأسباب والخلفيات. والنتيجة كانت أن كل من تحدثنا إليهم يجمعون على أن مهنة المتاعب بدأت “تتعب" وتمرض لوجودها حاليا في حالة انحراف خطيرة، لكن المسببات بالنسبة لمحدثينا مختلفة، فمدير “النهار" أنيس رحماني، يعتبر ابتزاز المتعاملين في الإشهار، ابتزاز لمصالح جريدته، وأن من رد عليهم في إطار الجدل حول وضع الرئيس الصحي “إنما كان لامتلاكه معلومات تخالف معلوماتهم"، لكنه يعتبر في الوقت ذاته، أن ما كتبه “أنصار المادة 88" من الإعلاميين ابتزاز للرئيس بوتفليقة يهدف لترحيله عن الحكم مريضا أو غير مريض وأن ذلك لا يمت بصلة للأخلاق المهنية، بينما يوكل سامر رياض وقناة نوميديا نيوز، أمرهما لله عز وجل لاستهدافهما من زميل سامر سابقا في جريدة “الخبر"، اسمه أنيس رحماني، ويعتبر سامر من جهة أخرى، أن هناك لوبيات تحرك المشهد الإعلامي تريد له أن “تجهض الجزائر تجربتها الإعلامية الرائدة". بالنسبة لحدة حزام، فقد آثرت عدم التعليق لأن ما قالت إنه طالها من تطاول “يوجد أمام العدالة"، لكنها أرادت أن تسجل للتاريخ بأنها لدى مفاتحة الموضوع مع وزير الاتصال الحالي محند السعيد، فقد خاب ظنها بإجابته لها بالقول “حتى أنت يا حدة ما كيش ساهلة وعلا بالي بلي تردي عليه"، وهي العبارة التي تحمل كثيرا من التشفي في حال القطاع. أما بالنسبة لجريدة الوطن، فقد حاولنا الاتصال بالمدير عمر بلهوشات، لمعرفة موقفه كون صحيفته كانت مادة للتراشق الإعلامي مع صحيفتين، إلا أنه تعذر علينا رصد موقفه.