«إستنادا إلى تجربتي كلاعب كرة قدم، أستطيع القول إن إجراء مقابلات أو تحضيرات خلال الشهر الفضيل أمر صعب للغاية، لا يستطيع اللاعبون التأقلم معه لما يتركه من سلبيات على معنوياتهم وسلوكاتهم ولياقتهم البدنية، ويزداد المأمورية صعوبة عندما تتزامن المنافسات الكروية واستعدادات الأندية مع فصل الحر كما نعيشه حاليا، إذ لا يعقل أن تمارس الرياضة خلال شهري أوت وجويلية عندما يتزامن ذلك مع رمضان، وكل هذا ينعكس مباشرة على مردود اللاعب الذي لا يستطيع تقديم الإضافة اللازمة نتيجة التأثير الذي يتركه الصيام. وأعتقد أن أحسن وسيلة لتجنيب اللاعبين حتى الطواقم الفنية ممارسة الكرة في رمضان، وهو أن تتخذ الهيئات الكروية عندنا قرارا بتوقيف النشاط الكروي خلال رمضان خاصة عندما يتزامن مع الظروف المناخية التي نعيشها حاليا في هذا الشهر الكريم. وبالعودة إلى تجربتي وممارستي الكرة خلال شهر رمضان، أتذكر أننا كنا نلعب على الساعة الثانية بعد الظهر وسط شمس حارقة ودرجات حرارة تفوق الأربعين، ناهيك عن أننا نهوى كثيرا السهر خلال رمضان وهو ما يشكل معضلة بالنسبة للاعب الذي يدخل المنافسة أو التدريبات وهو منهك وفي غير حالاته الطبيعية الجسدية منها والنفسية. وفي جانب آخر، أقول إن الظروف المناخية الحارة التي تلعب فيها الأندية لقاءاتها الرسمية لا تمر دون أن تترك بصماتها السلبية على اللاعبين وأبرزها على الاطلاق الإصابات، وفي هذا الصدد أتذكر إصابة تعرضت لها على مستوى الرأس مع فريقي أولمبي الشلف خلال لقاء جمعنا بشبيبة القبائل تطلبت نقلي إلى المستشفى، ورغم إلحاح الأطباء يومها علي بعدم إتمام الصيام إلا أنني قررت مواصلته ولم أفطر. ومن بين المغامرات التي وقعت لي خلال شهر الصيام أتذكر واحدة حدثت عندما كنت ألعب للنادي الافريقي التونسي، خلال منافسة رابطة الأبطال الإفريقية وبالضبط في إحدى الدول الافريقية حيث اضطررت للإفطار على الساعة الحادية عشر ليلا».