في إطار السهرات الرمضانية وضمن برنامج خيمة الشيراتون الرابضة في الساحة الخلفية للفندق، أحيا عدلان فرقاني، أول أمس، سهرة مالوف قسنطيني تجاوب معها الجمهور، الذي حضر بأعداد كبيرة إلى ساعة متأخرة من الليل. السهرة التي انطلقت في حدود الساعة العاشرة والنصف بوصلات موسيقية في الوقت الذي كان عدد الذين يدخلون الخيمة في تزايد مستمر والجميع يبحث عن مكان للجلوس، حيث بدا واضحا أن عددا كبيرا من الطاولات حجز في وقت سابق، في الوقت ذاته كانت حركة النادلات تتزايد وتتسارع مع تزايد الطلبات من الزبائن من الشيشة إلى العصائر الباردة والشاي والحلويات. لتعلن منشطة السهرة عن دخول الفنان عدلان فرقاني، وهو حفيد عميد أغنية المالوف الحاج الطاهر فرقاني وأصيل هذه العائلة الفنية العريقة التي طالما قدمت عديد الأسماء التي زينت الحركة الفنية في الجزائر بأدائها وحضورها البهي، ليقدم باقة متنوعة من الأغاني التي عرف واشتهر بها جده على غرار "يا ظالمة"، "الطالب"، "جاوني البارح" بعدها عاد صوت المنشطة ليطلب من العميد الحاج الطاهر فرقاني الالتحاق بالمنصة تحت تصفيقات الحاضرين أين وجه التحية الكبيرة للجمهور وأكد أن حفيده يمثل استمرارا لمساره الفني الذي بدأه قبل أكثر من 62 عاما ورغم ذلك يضيف الحاج الطاهر أنه يعتبر نفسه مازال يتعلم، كما وجه التحية إلى شيوخ المالوف وعلى رأسهم أحمد سري، الذي كان حاضرا في السهرة. كما لم يبخل الحاج الطاهر على الساهرين بوصلة موسيقية بصوته الذي بدا متماسكا وقويا رغم تعب السنين وإن كان قد أكد منذ البداية أن طبيبه يمنعه من الغناء لأكثر من ربع ساعة استغلها العميد وأمتع جمهوره بمقاطع من "البوغي" ضج لها الحاضرون بالتصفيق. وقد عبر في نهاية الوصلة عن سعادته الغامرة بتواجده وسط جمهوره ومحبيه، مؤكدا أن المرض فقط هو الذي يبعده عنهم، كما أكد على ضرورة إعطاء أهمية أكبر للمالوف على اعتبار أنه يمثل جزءا هاما من الموروث الثقافي المعبر عن هوية البلد. ليواصل بعدها عدلان فرقاني السهرة باستخبار "في القلب ما نيش ناسيك" الذي رفعه خصيصا إلى جده الحاج الطاهر، كما واصل إمتاع الحاضرين بباقة أخرى من الأغاني من "بالله يا حمامي" إلى "عاشق ممحون" وغيرها. بعدها عادت المنشطة لتطلب من الفنانة والأم شافية بوذراع، أن تلتحق بالمنصة رفقة الفنان الكبير أحمد سري، أين وجهت بدورها التحية للجمهور متمنية صياما مقبولا للجميع. ليفسح بعدها المجال لعدلان فرقاني ليواصل إمتاع الحاضرين أين خيرهم بين القصائد والأغاني الخفيفة فاختاروا الاستماع إلى بعض الأشياء الخفيفة ليغني لهم "واحد لغزالة ريت اليوم" التي حركت كل الحاضرين من العائلات والشباب والفتيات وغيرها من الأغاني التي تراوحت بين القصائد والمديح.