يعتبر الشيخ محمود خليل الحصري، أول من سجل المصحف الصوتي المرتل براوية حفص عن عاصم وذلك سنة 1961، وظلت إذاعة القرآن الكريم المصرية تقتصر على صوته منفردا حوالي عشر سنوات، وتداولت أعماله، ثم سجل رواية ورش عن نافع سنة 1964، ثم رواية قالون والدوري سنة 1968، وفي العام نفسه سجل المصحف المعلم، وانتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامي. ذاع صوته في أرجاء العالم، وكان يستقبل استقبال الملوك والأمراء، ورتل القرآن الكريم في كثير من المؤتمرات، وزار كثيرا من البلاد العربية والإسلامية وأسلم على يديه كثيرون، كما قرأ القرآن في جميع عواصم العالم. إنه الشيخ الحصري من أشهر من رتلوا القرآن الكريم في عالمنا الإسلامي المعاصر.. ذاع صوته وأداؤه المتميز في أرجاء العالم أجمع.. وكان ذا علم وخبرة بفنون القراءة، وكان أكثر القراء وعيا بعلوم التفسير والحديث، فلقد كان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ونال شهادة علمية فيها من الأزهر الشريف سنة 1958، وكان ملما بهذه القراءات علما وفهما وحفظا يجمع أسانيدها المأثورة عاملا بما يقول، فكان ذا ورع وتقوى كست الصوت رهبة ومخافة فأثرت الصوت خشوعا وخضوعا لله عز وجل مما أثر في آذان سامعيه. وكان يقول دائما إن الترتيل يجسد المفردات تجسيدا حيا، ومن ثم يجسد المداليل التي ترمي إليها المفردات، وإذا كنا عند الأداء التطريبي نشعر بنشوة آتية من الإشباع التطريبي فإننا عند الترتيل يضعنا في مواجهة النص القرآني مواجهة عقلانية محضة تضع المستمع أمام شعور بالمسؤولية. إن هذا الفهم العميق لكلمات القرآن ومعانيه من جهة وقوة الصوت وجمالة من جهة أخرى زاد من أثره في سامعيه.. وأعطاه ميزة على غيره من القراء. يذكر أن الشيخ محمود خليل الحصري ولد الحصري عام 1917 بمحافظة الغربية بمصر، وحفظ القرآن الكريم وعمره ثماني سنوات، ودرس بالأزهر، ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن حتى صار من أعظم قرائه في العصر الحديث.