سُجل سقوط ضحايا جدد في مظاهرات وصدامات وقعت، أمس الجمعة، في مصر بين قوات الأمن والجيش وبين مؤيدي وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذين خرجوا في مسيرات "جمعة الغضب" احتجاجا على مقتل وجرح الآلاف في فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة في العاصمة المصرية القاهرة. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، إلى غاية عشية أمس الجمعة، سقوط 12 قتيلا في أنحاء البلاد، غير أن مراسلي وسائل إعلامية دولية مختلفة تحدثوا، إلى غاية عشية أمس أيضا، عن مقتل حوالي 40 متظاهرا، منهم 20 في ميدان رمسيس بالقاهرة وحده، حيث مثل هذا الميدان مكان تجمع مختلف المظاهرات والمسيرات التي انطلقت في القاهرة، أما في دمياط فقد سجل 8 قتلى و4 في الإسماعيلية و5 في العريش، إلى جانب عشرات الجرحى الذين يبدو أنه لم يتم إحصاؤهم بدقة، وقد أشارت بعض المصادر الإعلامية الدولية أيضا إلى مقتل 15 شرطيا مصريا أيضا في أحداث يوم أمس الجمعة. وكانت مظاهرات قد انطلقت في عدة مدن مصرية من بينها دمنهوروالقاهرة والاسكندرية وأسيوط وحلوان، إثر الدعوة التي وجهها "تحالف دعم الشرعية" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك وسط نزول كثيف للجيش الذي يعمل على مساندة قوات الشرطة في محاولة السيطرة على الأوضاع. وأشارت معلومات واردة، أمس، من مصر، إلى أن حالة توتر شديد كانت تسود البلاد ولا سيما في القاهرة التي دفع إليها الجيش بتعزيزات كبيرة، خاصة في شرقها، وذلك وسط الإعلان عن حصيلة ثقيلة للأحداث التي تخللت فض اعتصامي القاهرة وصلت إلى 638 قتيل و04 آلاف جريح وفق وزارة الصحة، وحوالي 3 آلاف قتيل وآلاف الجرحى الآخرين، وفق منظمي الاعتصامين. وأشارت المعلومات الواردة من القاهرة إلى أن المتظاهرين بدأوا في التوافد، أمس الجمعة، من 28 مسجدا في القاهرة على مسجد الفتح في ميدان رمسيس، باعتباره الملتقى النهائي للمتظاهرين، وهي منطقة حيوية جدا باعتبارها البوابة الرئيسية للعاصمة المصرية القاهرة. وبرزت، أمس الجمعة، مخاوف شديدة من انفلات الأوضاع الأمنية في مصر بعد أن دعا مناوئون لحكم محمد مرسي إلى النزول إلى الشوارع وتشكيل لجان شعبية للحماية وسط تلقي رجال الشرطة تعليمات باستعمال الرصاص الحي، ضمن مشهد ميزه أيضا اقتحام مباني حكومية من جانب المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، وفق ما أكدته السلطات الرسمية المصرية المؤقتة. وأشارت وزارة الداخلية المصرية إلى أنها اتخذت قرار استعمال الذخيرة الحية في ظل قيام ما سمته "تنظيم الإخوان" ب "اعتداءات إرهابية" على مقار حكومية وأمنية في عدة محافظات مصرية. للإشارة، فإن الحكومة المصرية المؤقتة فرضت، الأربعاء الماضي، حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر كامل وكذا حظر التجول في 14 محافظة في أعقاب ما نتج من أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في العاصمة المصرية القاهرة.