قدمت فرقة "تعاونية مسرح الحرف" القادمة من مدينة سيدي بلعباس عرضها المسرحي "دار في دار"، أول أمس، بدار الشباب "محمد مرسلي"، بمدينة مستغانم، ويندرج هذا العرض في إطار العروض المشاركة في منافسة المهرجان الوطني لمسرح الهواة. تروي أحداث المسرحية قصة "سي رابح" قام بدوره "قندسي بومدين" رجل لديه زوجتان ولا ينجب، تأتيه فرصة عمل ضخم ليصبح مسؤولا ويتم إمهاله 3 أيام، لتكثر الصراعات خلالها حول الموضوع ويجد الرجل نفسه أسيرا في دوامة من الخيارات الصعبة. تصور المسرحية الكوميدية الصراع بين الطبقة ال"مثقفة" ونظيرتها الأمية، عبر الضرتين "زنوبة" الماكثة بالبيت من أداء "طفياني أمال"، و"فاطمة" الجامعية المثقفة، من أداء "لقار خديجة" لتكشف عن المكائد التي تحيكها النساء لتحقيق غايتهن. المسرحية التي أخرجها الراحل "ملعب عبد القادر"، تنتمي إلى طابع "المسرح الشعبي"، حيث تعكس حقيقة ما يدور في المجتمع اليوم، وحسب الممثل "قندسي بومدين"، فإن بعض أحداث القصة واقعية عايشها فرد يعرفه الأعضاء ما أوحى لهم الاستعانة بقصته لبناء العرض. نص المسرحية كتبه "قندسي بومدين" باللهجة الدارجة، أما ديكورها فتمثل في صالون البيت وعلى جانبيه بابان لغرفتي الضرتين، استخدم فيه الممثلون أدوات دلالية لملء مساحة الركح. "دار في دار" جسدت التناقضات في الحياة، حيث تجد الطبيب والجامعية المثقفة يجريان وراء "الطلبة" والسحر والشعوذة، في زمن كثرت فيه المكائد بسبب الحسد والغيرة، والجري وراء المادة والكرسي ومصالحه، مواضيع جمعت بين السياسة، المجتمع والثقافة ناقشها أعضاء تعاونية مسرح الحرف بطريقة كوميدية سلسة وطريفة، جعلت الجمهور يرفه عن نفسه ويفهم معنى الرسالة الموجهة إليه، طريقة ذكية استخدمها المخرج الراحل "ملعب عبد القادر"، ظهرت في التفاهم بين الممثلين الذين أحسنوا التنسيق بينهم وأجادوا استخدام مساحة الركح، الأمر الذي جعل الحضور يتفاعل معهم بطريقة إيجابية.