يتم حاليا بباريس عرض صور فوتوغرافية لمجاهدات جزائريات التقطت في خضم حرب التحرير الوطني وذلك بمبادرة من المصورة الفوتوغرافية والمخرجة ناجا مخلوف. ويتعلق الأمر -حسب المصورة- بكل من بوجمة خيرة والعمري مليكة وايليات لو أو مونيك إيرفو حيث كان لهؤلاء النساء جميعهن سواء كن جزائريات أو أوروبيات، مسلمات أو يهوديات أو مسيحيات هدف واحد يتمثل في تحرير الجزائر من نير الاستعمار. ويتميز معرض الصور الفوتوغرافية "من الخفي إلى المرئي مجاهدة: مرأة محاربة" المنظم بمعهد البحث ودراسات المتوسط والشرق الأوسط بتكريم نساء لازلن على قيد الحياة وترافق كل صورة لهن التقطتها ناجا مخلوف صور أخرى أرشيفية التقطت خلال حرب التحرير فضلا عن بورتريه يتضمن لمحة عن دورهن في تلك الحقبة. وأكدت في ذات السياق أنه "من الضروري" الحديث بمناسبة خمسينية الاستقلال الوطني عن نساء جزائريات وفرنسيات وإسبانيات، مسلمات ويهوديات أو مسيحيات قمن بكفاح عادل ومشرف. وبغية تنظيم معرضها الذي دام تحضيره أكثر من سنة، التقت المصورة الفوتوغرافية بتلك النسوة حيث كان عليها إقناعهن بسرد وقائع هامة من حياتهن. أوضحت في هذا الخصوص أنني "لاحظت خلال بحثي أن بعض المجاهدات الجزائريات حظين بتغطية إعلامية أكثر من أخريات كن مجهولات واعتبرت أنه من المجحف عدم الحديث عن جميع أولئك النسوة بشكل منصف" مضيفة أن النساء اللائي صورتهن هن "الأقل شهرة أو غير معروفات كليا". وتم انتقاء معرضها الباريسي للمشاركة في المعرض السنوي ال5 للتصوير الفوتوغرافي المزمع تنظيمه من ال5 أكتوبر إلى الفاتح ديسمبر المقبلين بمنطقة أوت نورماندي قبل انتقاله إلى كل من الجزائر العاصمة ووهران سنة 2014. نجا مخلوف هي مصورة فوتوغرافية ومخرجة ولدت في ال16 فيفري 1981 ب بروفانس (جنوب شرق باريس) بعد حصولها على بكالوريا أدبية درست فن التصوير الفوتوغرافي بجامعة اكس مارسيليا وبعد هذا التكوين خاضت تجارب في المجال السمعي البصري والسينما والتصوير الفوتوغرافي مما سمح لها بالحصول على تجربة ومهارات وإمكانيات لتولي مناصب على غرار مصورة فوتوغرافية وصحفية ومحررة ومكلفة بالإنتاج والبث والاتصال. وفي سنة 2010 قررت التفرغ لتحقيق مشروع "شخصي" وهو إنتاج عمل سمعي بصري ومعرض للصور الفوتوغرافية حول بورتريهات لنساء الجزائر من منطقة القبائل والجزائر العاصمة والصحراء. أما الجانب الآخر من معرض "من الخفي إلى المرئي مجاهدة: مرأة محاربة" فيخص هذه المرة مجاهدات بالجزائر العاصمة من الأمس حتى اليوم كما يجري الإعداد لفيلم حول المعرض، ومن أجل إنجاح هذا المشروع قررت المصورة الفوتوغرافية الفرنسية-الجزائرية التنقل بين باريس والجزائر خلال سنة 2012، كما تعكف على إعداد كتاب للصور الفوتوغرافية وسيتم إصداره في أفق 2015/2014.