خلّفت حادثة العثور على جثة طالبة بداخل غرفتها بالحي الجامعي للبنات "حسناوة 4" بباسطوس، حالة من الرعب والخوف والتذمر في أوساط بقية الطالبات، الوضع الذي أرغم العديد منهن على مغادرة الإقامة لعدم شعورهن بالأمن بها، خاصة أنهن يجهلن الأسباب الحقيقية لوفاة الطالبة، وكذا على خلفية الترويج لإشاعات بجامعة مولود معمري تفيد أن الطالبة تعرضت لعملية اغتيال. من أجل معرفة عن قرب رد فعل الطالبات المقيمات بالحي الجامعي للبنات بباسطوس، من حادثة العثور على جثة الطالبة داخل غرفتها بالإقامة الجامعية حسناوة 4، تنقلت "الجزائرنيوز" إلى جامعة مولود معمري، حيث أكدت معظم الطالبات التي تحدثنا إليهن أنهن عشن لحظات من الجحيم بسبب حالة الخوف والرعب التي خلفها في نفوسهن خبر العثور على جثة الضحية بداخل غرفتها. كما أشرن إلى أن العديد من الطالبات، لاسيما المتواجدات بنفس الإقامة التي تم العثور فيها على جثة الطالبة، أصبن بإغماءات لعدم قدرتهن على تحمل الوضع، الأمر الذي استدعى نقلهن إلى الوحدة الصحية التي يتضمنها الحي، فضلا عن تحويل بعض الحالات إلى مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد النذير لتلقي الإسعافات اللازمة. وأكثر من ذلك كشفت الطالبات أن المقيمات بالإقامة الجامعية "حسناوة 4" أرغمن على مغادرة غرفهن وفضلن العودة إلى منازل عائلاتهن، وذلك لعدم شعورهن بالأمن بداخلها خصوصا أن أسباب وفاة الضحية تبقى مجهولة.."الحي شبه فارغ لأن عددا قليلا من الطالبات التي يجتزن الامتحانات الاستدراكية تتواجد به لا يشعرن بالأمن بداخله"، إلى جانب انتشار إشاعات تفيد أن الطالبة تعرضت لعملية اغتيال، ناهياك عن الرائحة الكريهة الصادرة من الجثة التي تم العثور عليها في حالة جد متقدمة من التعفن، لأنها وجدت - حسبما أكدته النتائج الأولية لتشريح الجثة - بعد ثلاثة أيام من وفاتها، العامل الذي أجبر الطالبات التي يتقاسمن نفس الجناح الذي توجد به غرفة الضحية على مغادرته نظرا لعدم تحملهن الرائحة الصادرة من الجثة. في سياق آخر، امتدت حالة الرعب والخوف التي خلفتها حادثة العثور على جثة الطالبة بباسطوس، إلى الإقامات الجامعية الأخرى بتيزي وزو، حيث أكدت طالبة مقيمة بالحي الجامعي للبنات بمدوحة، أن طالبات الحي قضين ليلة بيضاء، كما أن السؤال الذي تداول - حسبها - بكثرة على ألسنتهن هو "ما هو سبب وفاتها؟"، وهو المؤشر الذي يعكس مدى خوفهن من الأوضاع السائدة بالأحياء الجامعية في الآونة الأخيرة، لكثرة العوامل التي تعد بمثابة أسباب فعالة لدفع الطالبات إلى الانتحار أو محاولة الانتحار.. وهو الشعور نفسه الذي التمسناه لدى بقية الطالبات التي عبرن عن أسفهن لحدوث مثل هذه الحالات داخل الأحياء الجامعية:«نتأسف لمثل هذه الحالات التي أضحت ظاهرة تقتحم جامعتنا أكثر من يوم إلى آخر، وعلى المسؤولين دق ناقوس الخطر لاحتوائها مادامت ليست الأولى ولن تكون الأخيرة". من جهة مقابلة، وفي محاولتنا معرفة رأي مسؤولي جامعة مولود معمري حول حادثة العثور على جثة الطالبة بغرفتها ، خصوصا أن جامعة تيزي وزو سبق لها أن سجلت حالة مماثلة في 2006 بالإقامة الجامعية للبنات بمدوحة، تنقلنا إلى الإقامة الجامعية باسطوس وطلبنا من أعوان الأمن مقابلة مديرة جامعة "حسناوة 4"، إلا أنهم رفضوا دخولنا إلى الحي الجامعي بحجة أن لا أحد في الإدارة بسبب الحركة الاحتجاجية التي شنتها طالبات الحي منذ الأحد المنصرم، والتي أقدمن من خلالها على غلق مقر الإدارة قبل أن يتراجعن عن ذلك. ومع إلحاحنا على الدخول أكدوا أن الأمر يتطلب ترخيصا من مديرية الخدمات الجامعية أو رئاسة جامعة مولود معمري، وهو الأمر الذي عجزنا عن الحصول عليه في ظل رفض أي مسؤول من الجامعة مقابلتنا.