مرة أخرى خلقت التقلبات الجوية والأمطار الطوفانية التي تهاطلت، خلال اليومين الأخيرين، أضرارا مادية جسيمة في ممتلكات المواطنين ومزارع الفلاحين في عدة مناطق، أبرزها على الإطلاق ولايات أم البواقي، بسكرةوالجلفة. تبقى منطقة أفكيرينة بأم البواقي الأكثر تضررا، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة في إلحاق الضرر بنحو 250 منزل غمرتها المياه التي تسربت إليها. وقد أفضت تدخلات مصالح البلدية إلى حصر الأضرار وتقييمها، خاصة ما تعلق بالأمتعة والممتلكات الخاصة من أغطية وأفرشة ومؤن وسيارات. وفي جانب آخر فقد غمرت المياه مزارع الفلاحين التي تكون قد تضررت بنسبة 100٪، خاصة تلك التي تشتهر بإنتاج الخضروات والفواكه الموسمية من فلفل وطماطم وبطيخ. وللتذكير فإن منطقة أفكيرية تعتبر من أكثر المناطق بولاية أم البواقي عرضة للفيضانات، كونها تقع في منحدرات وتحيط بها الجبال من كل جهة. كما أحدثت الأمطار الغزيزة التي تساقطت على ولايتي الجلفةوالأغواط، هلاك أربعة أشخاص، حسب حصيلة لمصالح الحماية المدنية، فقد لقي شخصان حتفهما في بلدية أفلو بالأغواط كانا على متن سيارة جرفتها مياه واد يقع في طريق رحامة. أما بالجلفة فقد توفي شخصان بعد انحراف شاحنة نتيجة الأمطار الطوفانية التي غمرت الطريق. وقد تمكنت الحماية المدنية خلال تدخلاتها المختلفة في كل من ولاية بسكرة، الأغواطالمسيلةوالجلفة، من إنقاذ 77 شخصا، منهم 26 شخصا بولاية بسكرة ظلوا عالقين بين أوحال الوادي ونقاط أخرى. ونفس الأمر حدث بمنطقة طولڤة، التي تم فيها إنقاد حياة 10 مواطنين بعد فيضان وادي بسباس، على منوال ما حدث لوادي زمور، شمال ولاية بسكرة، بوجود 7 أشخاص تم إنقاذهم من طرف الحماية المدنية، بالإضافة إلى نجاة العديد من أصحاب العربات بمناطق متفرقة من الولاية. وفي جانب آخر فقد تسببت كل هذه التقلبات الجوية والأمطار الطوفانية في انقطاعات عديدة للتيار الكهربائي، وكذا حوادث مرور تسببت في إصابة 5 أشخاص، بعد أن غمرت المياه الطرقات، خاصة بالطريق الرابط بين باتنةوبسكرة بوادي المداح. المصالح المحلية تحصي الخسائر الفلاحية وبالعودة إلى مخلفات التقلبات الجوية التي ميزت بداية شهر سبتمبر في بعض الولايات من الوطن، خاصة منهم الشرقية، فقد سجلت بلدية متوسة، بولاية خنشلة، خسائر معتبرة جراء الأمطار الطوفانية التي عرفتها المنطقة مطلع سبتمبر الحالي، حيث تم تسجيل خسائر فلاحية ب 11 مشتة سكنية بالجهات الريفية، وكذا البنية التحتية بهذه البلدية المتربعة على 118 كلم مربع وتضم 8 آلاف نسمة. وحسب التقييمات الأولية لمختلف المصالح المحلية من الحماية المدنية، قطاع الفلاحة والغابات والدرك الوطني، فإن قطاع الفلاحة كان الأكثر تضررا، حيث تعرضت العديد من المرافق إلى أضرار متفاوتة، بما فيها الحيوانات، من أغنام وأبقار، والأحواض المسقية المنتجة للفواكه والخضر. فيما بلغ عدد الفلاحين المتضررين 429 فلاح، فيما تضرر 331 سكن ريفي و136 كلم من المسالك الريفية و59 كلم من الطرق المعبدة الرابطة بين المشاتي ومقر البلدية، واهتراء محاور الطرقات المرتبطة بالطريق الوطني رقم 12، ناهيك عن تضرر القنوات الناقلة للمياه والصرف الصحي. وفي انتظار تطبيق وعود رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية متوسة، مرابطة شعبان، والمتعلقة أساسا برفع كل الخسائر والمتضررين إلى اللجنة الولائية للبث فيها، وفق إجراءات ستتخذ من قبل المسؤولين المحليين، تبقى المنطقة منكوبة. ونفس الأمر تعيشه اليوم ولاية أم البواقي التي عرفت تهاطل أمطار طوفانية مع بداية شهر سبتمبر وأدت إلى تضرر العديد من محاصيل الفلاحين، حيث صرح والي الولاية، محمد الصالح مانع، أن هناك سلسلة من الإجراءات الإستعجالية لتعويض الفلاحين من خلال تكفل الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي للولاية بهذا الأمر، فيما ستقوم الولاية بإعادة تأهيل الآبار وأنقاب التزود بالماء الصالح للشرب وإصلاح المسالك الفلاحية، وغيرها من المنشآت الفلاحية المتضررة. وفي نفس السياق أحصت مديرية المصالح الفلاحية تضرر 850 فلاح كلي أوجزئي موزعين على 18 بلدية بالولاية. كما تم تسجيل تضرر 6 سكنات ريفية و280 كلم من المسالك الريفية في عدة نقاط بالولاية.