استقبلت مدينة وهران، سهرة الاثنين المنصرم، الدورة السابعة لمهرجانها العربي السنوي، في ظروف عربية مضطربة انعكست جليا على نوعية الحضور وعددهم. افتتاح في قاعة المؤتمرات المرديان، أفقد الفعالية نكهتها الشعبية، فظل الشارع الوهراني بعيدا عن برستيج اللحظة السينمائية. كل الظروف هيئت لاستقبال ضيوف الجزائر، بمناسبة الطبعة السابعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران، بساط أحمر فرش على طول الساحة المتوسطة لمركب الميرديان الشهير، تطويق بشري في كل مكان لتوجيه الموافدين على المكان من الإعلاميين والسينمائيين وبعض المحظوظين من أصحاب الدوعوات الرسمية. طلقات البارود المدوية من حين لآخر، ظلت باهتة رغم قوتها الاعتيادية، الفرق الفلكلورية التي تعودت الوقوف على تماس واجهة الاستقبال الرسمي، هي أيضا لم تعد نغماتها تزرع البهجة حولها. في قلب المرديان نصبت قرية مالك بوقرموح السينمائي الجزائري الراحل عنا في فيفري 2012 عن عمر يناهز 77 عاما. وقد شكلت هذه القرية التي كانت عبارة عن طاولات مرصوصة في كل مكان، مصب "نجوم" الدورة السابعة للمهرجان، الذين توافدوا تباعا على قصر المؤتمرات الفخم بالباهية وهران، وفي مقدمتهم الممثلة المصرية ليلى طاهر بفستان أسود براق، وتسريحة شعر على الطريقة التي عرفناها بها منذ سنوات طويلة، ليلى طاهر المكرمة هذه المرة، رغم تقدم العمر بها إلا أن خطوط الجمال كانت بادية على وجهها. من جهتها فضلت النجمة التونسية المقيمة بمصر "درة" الدخول وحيدة إلى بهو المرديان، وأمام كاميرات القنوات التلفزيونية الوطنية والعربية والفرنسية، وقفت هادئة تعبر عن سعادتها بزيارة الجزائر الجارة القريبة إلى بلدها الأم. ديمة قندلفت من جهتها طارت لوحدها بعيدا عن سرب الوفد السوري القادم في إطار تقديم فيلم "مريم"، وبمظهر شبابي خالص تحدثت هي الأخرى عن الظروف الصعبة حاليا في بلدها، أما صباح جزائري وأسعد فضة النجم الكبير الذي لم تفارقه الابتسامة فدخلا مترافقين مع اللبنانية كارمن لبس بفستانها الأزرق السماوي الملفت والذي أضفى عليها مسحة لطيفة وأنيقة للغاية. شكل المخرج الجزائري أحمد راشد محور اهتمام الكثير من الإعلاميين الواقفين على تماس السجاد الأحمر، وهو المكرم أيضا هذه السنة نظير عطائه في مجال الفن السابع الجزائري، وكونه رئيسا شرفيا للدورة السابعة وأيضا رئيس لجنة تحكيم الفيلم الطويل. أما أمال بوشوشة المنتظرة كثيرا من الجميع، والمثيرة للجدل، فظهرت بفستان أبيض هو خليط بين سواريه وعباءة خليجية سوداء يتخللها بريق ذهبي جميل، واعتمرت جزءا من ردائها لم يخف شعرها الطويل. بعد وصول الوفود الفنية، توجه الجميع صوب القاعة الكبيرة، هناك جلسنا قبالة مسرح خال من أي ديكور ما عدا المنبر الرسمي الذي سيتوالى عليه الرسميون، من محافظة المهرجان ربيعة موساوي إلى والي وهران بالنيابة. وبعد مقدمة المنشط الطويلة، استدعى للمنصة فرقة "الحرية" التي قدمت بعض الأغاني الوطنية في توزيع جديد، وهي تجربة تم تسجيلها في إطار الخمسينية العام الفائت لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف. رغم جمال أصوات الفرقة، وعذوبة المقطوعات، إلا أنها زرعت في الأرجاء جوا باهتا زاد من فراغ المسرح قلقا من عدم وجود نشاط ثقافي فعلي "يفجر" الخشبة في أول يوم من تظاهرة تعد الأولى في وهران، وتخصص لها إمكانات معتبرة بشرية ومادية. تتابع الأغاني دفع بالكثير خارجا، حيث كانت حميمية اللقاء أحر من افتتاح بارد ككل مرة، ما يثير السؤال لماذا تهمل محافظة "فوفا" هذا الشطر من الفعالية، مع أن الغرب الجزائري غني بأنواع موسيقية وفنية يمكن إظهارها في هذه المواعيد الدولية. للأسف برودة الحفل أتت على حساب فيلم الافتتاح "حرية بعمر البراءة" للمخرج جاك شاربي.