كيف كانت أجواء مناقشة الأفلام، حيث جاء في تقرير اللجنة أن الآراء بين أعضائها كانت متباينة؟ يجب أن تكون الآراء متباينة ليثرى النقاش في كل جوانبه الفنية والتقنية حول أي فيلم، كل واحد كان له رأي واستيعاب معين للفيلم. حددنا معايير تخص السيناريو، الإخراج، إدارة التمثيل وغيرها من المعايبر التي تخص العمل السينمائي. وأجبرنا أنفسنا على اتباع هذه المعايير حتى لا نخرج عن المطلوب. وعندما كنا نصل إلى طريق مسدود أو عدم اتفاق كنا نلجأ إلى التصويت ليكون ترجيح الأصوات الغالبة. منح جائزة كبرى مناصفة بين فيلمين يعد سابقة وأمرا يزعج كثيرا من المعنين بالأمر، وأنا أشير إلى باسل الخطيب الذي عبر عن امتعاضه وقال إن تتويجا مبتورا من نصفه الثاني لا يجوز وهو تقليل من شأن الجائزة وأصحابها؟ هو حر في قراره مثلما نحن أحرار في قرارنا علما أن النتيجة استغرقت منا وقتا طويلا دام إلى ساعة متأخرة من الليل، أي الرابعة ونصف من صباح اليوم الاثنين. وصلنا إلى مرحلة التصويت ونال الفيلمان الأصوات نفسها. لجنة التحكيم طلبت من المحافظة أن نعطي جائزة مناصفة وتم الموافقة على ذلك. روجت إشاعات أخبار عن تلقيكم توجيهات عليا، أثرت على قراركم وأوصى التدخل "خيرا" بفيلم "مريم" محاباة ومجاملة؟ لا يمكن أن يحدث ذلك، ولم نتلق اتصال أي جهة كان نوعها أو مستواها. بل لا يمكن لهذه الجهة المتحدث عنها أن تؤثر على رؤيتنا للأعمال وبالتالي الحكم عليها. أنا أؤكد لك ذلك لم نتعرض لأي توجيه مسبق أو أعلى، نحن حكمنا على أفلام من وجهة نظر تقنية وفنية وجمالية. بعيدا عن الخلفيات السياسية حتى، فهذا أمر لا يهمنا. قيلت تلك الإشاعات من خلفية أن "مريم" يحمل رسالة واضحة مساندة لنظام الأسد؟ هم أحرار في إبداء مواقفهم السياسية، نجن شاهدنا فيلما سينمائيا بحتا، لا غير. وطبيعي أن يملك أي فيلم خلفية معينة، ثم إننا عند التصويت ألغينا جنسية الأفلام، حتى لا نتأثر بها. مستوى الأفلام الجزائرية ظهر ضعيفا جدا ولا يقوى على المنافسة في إطار عربي حتى؟ اطرحوا السؤال على الذين اختاروا هذه الأفلام والذين دفعوا بها إلى الوجود. لسنا مسؤولين عن ما قدم إلينا، وكل السؤال كيف رشحت تلك الأفلام. تقصد البرمجة لم تكن جيدة، وكذلك فكرة التيمة المختارة والمخصصة هذه السنة إلى العنصر الشاب على حساب الجيل السابق؟ لا أريد أن أقول شيئا آخر سوى البحث في الجهة المنظمة عن أسباب تراجع المستوى. ثم أنا لم أفهم مبررات التيمة الخاصة بالشباب، ونحن نملك إنتاجات قادرة على تشريف البلدن خاصة وأن الرهان هذه السنة هو إظهار قوة الجزائر ثقافيا و سينمائيا. أفكر في هذه اللحظة في "سطوح" مرزاق علواش الذي عرض في أكبر المهرجانات الدولية وكان محل اهتمام وإعجاب المحترفين. كما أتمنى من المهرجان أن يوصل الأفلام إلى قاعات السينما ليشاهدها الجمهور لأنه أكبر حكم يمكن استشارته.