انتشرت طلائع القوات الفرنسية بشمالي وغربي جمهورية إفريقيا الوسطى، في محاولة لوقف أعمال العنف الطائفي المتصاعدة بين ميليشيات مسلحة إسلامية ومسيحية. ووصل جنود فرنسيون إلى مشارف مدينة بوسانغوا، للمساعدة على حماية المدنيين بعدما أسفرت اشتباكات عن مقتل المئات من المواطنين بالعاصمة بانغي، الخميس. وتقول فرنسا إنها أرسلت حتى الآن 1600 جندي إلى أفريقيا الوسطى، فيما يعمل الاتحاد الأفريقي على رفع أعداد قواته هناك إلى ستة آلاف جندي. وقال وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لو دريان، إن مهمة الجنود الفرنسيين تستهدف استعادة الاستقرار للمساعدة على وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وحذر، لو دريان، من أن أفريقيا الوسطى قد تصبح مركزا لتفريخ الارهابيين إذا ما تُركت للانزلاق نحو الفوضى. وتعاني أفريقيا الوسطى من اضطرابات وأعمال عنف منذ إطاحة تحالف متمردي "سيليكا" بالرئيس فرانسوا بوزيزي، شهر مارس، ويتولى، حاليا، رئيس تحالف "سيليكا" سدة الحكم كرئيس. واتخذت أعمال العنف في أفريقيا الوسطى، مؤخرا، منحى طائفيا، حيث وقعت اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين. وأعرب الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، عن اعتقاده بأنه يمكن استعادة الأمن خلال ستة أشهر. وتواجه قوات حفظ السلام الأفريقية صعوبات بالغة في سعيها لتقديم يد العون للنازحين من مدينة بوسانغوا. وقال وزير الدفاع الفرنسي: "رفعنا وتيرة عمليات الخميس بهدف التعامل مع أعمال العنف"، مشيرا إلى أن القوات الفرنسية تعمل مع القوات الكونغولية في بوسانغوا. ولاذ حوالي 40 ألف مسيحي بمحيط كنيسة في المدينة، التي تقع على مسافة 300 كلم، شمالي العاصمة. كما يوجد حوالي سبعة آلاف مسلم عالقين داخل مدرسة على الجانب الآخر من المدينة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد قال، السبت، إنه سيتعين نشر قوة لحفظ السلام يصل قوامها تسعة آلاف جندي، مشيرا إلى أنه يأمل أن تصبح في النهاية عملية تابعة للأمم المتحدة.