أجمع الكثير من الجزائريين في حديثهم عن الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، على أنها السبّاقة في اختراق القاعدة الديمقراطية التي يدعيها حزبها وذلك باحتكارها رئاسته منذ تأسيسه في 1990. كما أكدوا أن مواقفها المساندة للرئيس بوتفليقة أفقدت الحزب مبادئه اليسارية المعارضة وجعلته في فلول النظام. مشيرين إلى أن خطابها السياسي التقليدي المدافع عن السيادة الوطنية أفرغ من محتواه بحكم ما هو مصرح به من أقوال وما يقابلها من أفعال في الواقع. رغم كونها السيدة الأولى في البلاد التي تمكنت من الوصول إلى قيادة حزب عُرف في فترات مضت بأنه حزب يساري متطرف، إلا أن عدولها عن الكثير من المواقف السياسية الحاسمة ومساندتها لبرنامج رئيس الجمهورية، وخروجها عن الخط السياسي الايديولوجي المؤسس عليه الحزب، جعلها محل إنتقاد الكثير من الجزائريين في تصريحاتهم ل"الجزائر نيوز" خلال الاستطلاع الذي أنجزته حول نظرة ورأي المواطن الجزائري حول الأمينة العامة لحزب العمال. وفي هذا الصدد، صرح "ع. ش" مواطن في الأربعينات من عمره مؤكدا عدم ميوله لأي حزب سياسي، بأن لويزة حنون ووجودها على الساحة السياسية أضحى لا يجدي نفعا بالنسبة للشعب وذلك منذ أن اقتحمت دائرة الحكم "لم أجد حزبا يلعب ورقته السياسية على جبهتين، تارة كطرف معارض للنظام وفي نفس الوقت مساندا لبرنامج الرئيس كأن الأخير غير معني بدائرة الحكم". كما أضاف مواطن آخر، بأن الخطاب التقليدي للويزة حنون المدافع عن السيادة الوطنية من الأجانب وموقفها المعارض للخوصصة، وتكراره منذ أكثر من 23 سنة خلت، أفقد الحزب قاعدته النضالية وأضحى يغرد خارج السرب "قيادة حزب العمال يبقى عليها من الضروري أن تعدل الكثير من مواقفها خاصة الاقتصادية منها، لأن الاشتراكية التقليدية التي يدعو إليها الحزب أصبحت لا مكانة لها في ظل التطورات التي يشهدها العالم حاليا". وتأسف عمي رابح وهو شيخ مسن، عن ما آل إليه الحزب بعدما تم تجريده من مبادئه التي عرف بها مباشرة بعد ميلاده "أحمّل هذه الوضعية للسيدة لويزة حنون، التي أطالبها بتقديم حصيلة عهدة 23 سنة على رأس الحزب وما حملته من جديد لشريحة العمال". في السياق ذاته، تحدث "مالك" وبتهكم عن الأمينة العامة لحزب إعمال، عندما أشار إلى أن لويزة أفرغت معنى المعارضة من محتواها الحقيقى، مضيفا بأنها قامت أيضا بقتل الديمقراطية التي تدعو إلى تكريسها في كل خطاب تلقيه أمام مناضليها "والله لا يحق للويزة حنون الخوض في القضايا المتعلقة بالديمقراطية، واحتكارها قيادة الحزب منذ 23 سنة يجعلنا نفهم معنى إرادة الشعب لدى هذه المرأة". "الأمينة العامة لحزب العمال تعد أكبر معمرة على رأس حزب سياسي بالجزائر بعد إنسحاب كل من أيت أحمد من قيادة الأفافاس وكذا سعيد سعدي على رأس الأرسيدي". يضيف مواطن آخر، الذي وصل حديثه "هذه الممارسات تركت الجزائري يفقد الثقة في هذا الحزب، فعدم التداول على رئاسته ما هي إلا صورة تعكس ما يجري في دواليب السلطة التي ترفض إجراء تعديل جذري في النظام الذي يعد في الحقيقة استمرارية لنظام الحزب الواحد". وصرح عزيز وهو طالب جامعي في كلية العلوم السياسية بتيزي وزو، "كثرة تفلسف لويزة حنون وتكرارها لخطاب سياسي لين قابل للتغير حسب الأحوال السياسية السائدة المبنية على المصلحة الشخصية شوه سمعة المعارضة في الجزائر". وأرجع متحدث أخر سبب عدم تمسك لويزة حنون بمبادئ ثابتة "أعتقد أن عدم توفر خط سياسي ثابت واحد لدى الأمينة العامة لحزب العمال وشعورها بالضعف في الساحة السياسية جعلاها تبحث عن سند آخر لها من أجل ضمان أولا استمراريتها كأمينة عامة للحزب، الشيء الذي ليس بمقدور أحد توفيره لها ما عدا الرئيس وفعلا كان لها ذلك عندما مدحها ذات مرة في غيابها". من جهة مقابلة، هناك القلائل الذين يعدون على الاصابع، من ثمنوا عمل ما تبذله من مجهودات من أجل حماية السيادة الوطنية. مؤكدين أن احتكارها لقيادة الحزب منذ 1990 شؤون داخلية تفصل فيها القاعدة النضالية للحزب دون غيرها. كما أضافوا بأن ذلك لا يخص فقط حزب العمال وإنما الكثير من التشكيلات السياسية.