دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول الهندسة الترابية المنظم بتمنراست إلى ضرورة إقحام الهندسة الترابية ضمن مختلف أنماط العمران التي يتم إنجازها. وركزت المناقشات من طرف مختصين وفاعلين اجتماعيين على ضرورة الرجوع إلى تثمين التراث القديم المادي الطيني واعتباره كمرجع هندسي يمكن الاعتماد عليه في انجاز المباني والهياكل الأخرى. بدورها، شددت ياسمين تركي، مؤلفة ومحافظة معرض "من تراب" المقام بتمنراست بمناسبة المهرجان السادس للموسيقى والأغنية الأمازيغية، على أهمية الهندسة الترابية واستعمال التربة في انجاز المباني كونها هي المادة الأكثر توفرا على الأرض، التي تم إحصاء استعمالها في انجاز الكثير من الأنماط الهندسية عبر مختلف القارات. وأضافت أن هذه المادة لا تزال مقاومة إلى الآن وهي تعكس هوية وثقافة الشعوب التي صنعتها على غرار مدينة شيبام باليمن والمسجد الكبير بمنطقة لينجي بمالي وسور الصين العظيم ومباني ريكون دي أديمون بفالنسيا بإسبانيا. كما فندت المتحدثة ذاتها الاعتقاد الذي يجزم بارتباط الأنماط الهندسية الترابية بالتخلف مطالبة بضرورة تغيير الذهنيات من قبل السكان وكذا نظرتهم تجاه استعمال الطين والتراب في تشييد منازلهم. وركز المشاركون على ضرورة العمل وفق استراتيجية متبناة من قبل كل الفاعلين في مجال البناء تلزم الشروع الفعلي في استعمال المواد المحلية من طين وتراب في تشييد الهياكل والمنازل لما لها من آثار إيجابية على البيئة واقتصاد الطاقة. بالمناسبة، فقد تم أيضا تنظيم معرض ببهو المكتبة العمومية للمطالعة بتمنراست، يعرف بنماذج بنايات من الطين عبر مختلف القارات إضافة إلى تخصيص جناح خاص بالقصور المحمية في الجزائر بهدف تمكين الجمهور من اكتشاف جمال القصور الجزائرية لمواجهة الحقيقة القاسية بمخاطر الضياع التي تهدد جزء كبير من هذه القصور التي تعد جزءا كبيرا من الهوية الوطنية.