أشرفت خليدة تومي وزيرة الثقافة مساء أول أمس على اختتام الطبعة الأولى من المعرض الذي أقيم حول عمارات التراب في العالم والذي انطلقت فعالياته بدء من السابع عشر من شهر نوفمبر المنصرم. أكدت تومي على حرص الدولة في ترقية العمارة الترابية وقالت: “نعمل على إحياء هذه المهنة ونسعى لرد اعتبارها، وحمايتها من الإهمال مستقبلا”، كما ركزت على أن الدولة على يقين بأهمية العمارة بالطين، حيث قررت تكوين مهندسين في الميدان من خلال إنشاء مركز وطني للهندسة الطينية يشرف على تكوين مختصين في المجال، كما يتكفل بترميم القصور الموجودة بالجنوب والتي تشهد حالة خطيرة. وأضافت وزيرة الثقافة: “نحن نجهل القيمة الحقيقة لهذه الهندسة العريقة، إلا أن هذا المجال يعرف انتعاشا لأن شبابنا أصبحوا يقدرون هذا الإرث، حيث لمسنا اهتمامهم مؤخرا بالهندسة المعمارية إذ يسعون للبحث أكثر في تفاصيلها، وأصبحوا يتوجهون لتخصّص الهندسة المعمارية بالطين”، كما أشارت في حديثها إلى قيمة العمارة بالطين وجودتها مقارنة بالبناء الحديث الذي يعتمد على الإسمنت وقالت أن زلزال 2003 ألحق الضرر بالبنايات في بومرداس إلا أن بعض البنايات الطينية لم يلحق بها الضرر الكبير وهو دليل على جودتها. وأضافت المتحدثة، أن العمارة بالطين تعتبر جزء لا يتجزأ من ممارسها، فهو مطلع على تفاصيلها ويستخدم موادها، التي يعتبرها إرث الأجداد الذين يملكون عبقرية في التعامل مع المحيط والعمل على استثمار الإمكانيات البسيطة المتاحة، حيث اتخذ من الطين وسيلة لتعمير بيوت تتناسب مع طريقة عيشه، مشيرة إلى أصالة وعراقة هذه الهندسة بقولها أن الأجداد كانوا إيكولوجيين قبل أن يظهر الايكولوجيون في أوربا.