أفاد الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، بأن 44 أسيراً مقدسياً ضمن قائمة الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وهؤلاء قد مضى على اعتقال أقل واحد منهم قرابة 16 عاما، فيما أقدمهم معتقل منذ قرابة 29 عاما متواصلة، ومنهم من يصارع الموت كحالة الأسير علي شلالدة، وأن من بين هؤلاء يوجد 20 أسيراً ضمن قائمة ''عمداء الأسرى''، وهو مصطلح يطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما· فيما قائمة ''جنرالات الصبر'' وهو مصطلح أطلقناه على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، تضم أسيراً واحداً من القدس هو الأسير فؤاد الرازم الذي يعتبر ''عميد الأسرى المقدسيين'' عموماً· 28 أسيرا مقدسيا من القدامى يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، وأشار فروانة إلى أن من بين الأسرى المقدسيين القدامى يوجد 28 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات، والباقي 16 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن لسنوات طويلة ومتفاوتة تصل إلى 82 عاما، 5 أسرى مقدسيين دخلوا عامهم ال 24 في الأسر خلال أكتوبر، وأضاف فروانة بأن 5 أسرى مقدسيين من ''عمداء الأسرى'' كانوا قد اعتقلوا في أكتوبر عام 1986 بتهمة الانتماء لحركة ''فتح'' ومقاومة الاحتلال ، قد دخلوا خلال أكتوبر المنصرم عامهم الرابع والعشرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهم: الشقيقان عبد الناصر داوود مصطفى الحليسي (50 عاما)، وطارق داوود مصطفى الحليسي (43 عاما) المعتقلان منذ 16-10-1986، وقد صدر بحقهما حكما بالسجن المؤبد، وإبراهيم حسين علي عليان (45 عاما) ومعتقل بتاريخ 19-10-1986 ويقضي حكما بالسجن المؤبد، وسمير إبراهيم محمود أبونعمة (49 عاما) ومعتقل بتاريخ 20-10-1986، ويقضي حكما بالسجن المؤبد، وحازم محمد صبري عسيلة (48 عاما) ومعتقل بتاريخ 21-10-1986، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد، وجميعهم غير متزوجين، واعتقلوا على خلفية الانتماء لحركة ''فتح'' ومقاومة الاحتلال· 12 أسيرا مقدسيا مضى على اعتقالهم أكثر من 23 عاما، وكشف فروانة بأنه بذلك يصبح مجموع عدد الأسرى المقدسيين الذين أمضوا 23 عاما وما فوق في الأسر وبشكل متواصل 12 أسيرا، وهم وبالترتيب حسب الأقدمية خلال فترة اعتقالهم الحالية: فؤاد الرازم، هاني جابر، علي مسلماني، فؤاد بختان، خالد محيسن، عصام جندل، علاء البازيان (فقد البصر منذ لحظة اعتقاله)، عبد الناصر وطارق الحليسي، إبراهيم عليان، سمير أبو نعمة، حازم عسيلة، منوّها إلى أن بعض هؤلاء سبق وأن أمضوا عدة سنوات خلال فترات اعتقال سابقة· الأسير المقدسي أحمد عميرة يدخل عامه ال 22 في الأسر، وأشار فروانة إلى أنه وبالإضافة إلى هؤلاء فإن أسيرا سادسا من القدس، وهو أحمد رباح عميرة (41 عاما)، قد دخل عامه الثاني والعشرين في الأسر خلال أكتوبر المنصرم، حيث أنه معتقل منذ 25-10-1988، وهو أعزب ويقضي حكما بالسجن 37 عاما وثمانية شهور· أسيران من القدس دخلا عامهما السابع عشر·· وأن أسيرين آخرين من القدس أيضا قد دخلا عامهما السابع عشر في الأسر وهما: سليم اسحق الجعبة (36 عاما) المعتقل منذ 6-10-1993، ويقضي حكماً بالسجن 17 عاما، وإبراهيم سليم شماسنة (45 عاما) المعتقل منذ 12-10-1993، ويقضي حكما بالسجن 3 مؤبدات و20 عاما· 350 أسير من القدس بينهم (4 أسيرات)، وكشف فروانة بأن قرابة 350 مواطن مقدسي يقبعون في سجون الاحتلال بينهم 4 أسيرات، وهن آمنة منى معتقلة منذ جانفي 2001 وتقضي حكما بالسجن ''المؤبد''، وسناء شحادة معتقلة منذ ماي 2002 وتقضي حكما بالسجن المؤبد أيضا، وابتسام عيساوي معتقلة منذ أكتوبر 2001، وتقضي حكما بالسجن 14 عاما، وندى درباس وهي معتقلة منذ ماي 2007 وتقضي حكما بالسجن 6 سنوات· الأسرى المقدسيون·· شركاء في الألم والأمل·· شركاء في النضال والانتصار، وأكد الباحث فروانة بأن الأسرى المقدسيين هم جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، وشاركوا إخوانهم النضال ضد إدارة مصلحة السجون وخاضوا معهم عشرات الإضرابات عن الطعام، وقدموا 14 شهيدا خلف القضبان منذ العام 1967، ومن هؤلاء الأسرى الشهداء من كانوا أعمدة أساسية للحركة الأسيرة وجزء من تاريخها، فيما حُفرت أسماءهم في الذاكرة الفلسطينية عامة، وعلى سبيل المثال لا الحصر الشهيد قاسم أبو عكر، اسحق مراغة، عمر القاسم، مصطفى العكاوي، محمد أبو هدوان ومجدي موسى الذي استشهد في ديسمبر من العام الماضي ···الخ، مشيرا إلى أنه يصادف الذكرى الخامسة لاستشهاد الأسير المقدسي محمد أبو هدوان الذي استشهد عام 2004 بعد قضاء قرابة عشرين عاما في الأسر، معاناة مضاعفة·· وأوضح فروانة بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتبرت سكان القدس عموما، سكانا مقيمين دائمين لديها ومنحتهم بطاقات الهوية الزرقاء، وتعاملت مع الأسرى المقدسيين معاملة الأسرى الفلسطينيين في الزنازين والتعذيب والأحكام الجائرة والظروف الاعتقالية والحياتية والمعاملة اللاإنسانية··· الخ، فيما حرمتهم بالمقابل مما يمكن أن يحصل عليه الأسرى الفلسطينيون من امتيازات متمثلة في إفراجات في إطار العملية السلمية أو صفقات التبادل أو ضمن ما يُسمى ''إفراجات حسن النية''، ولقد استبعدوا فعلياً من تلك الإفراجات، وبذات الوقت تعاملهم معاملة السجناء الإسرائيليين الجنائيين، باعتبارهم يحملون هوية إقامة دائمة زرقاء، وتعتبر سجنهم والأحكام الصادرة بحقهم شأنا داخليّا، وأنهم يخضعون لقوانينها الداخلية، وفي الوقت ذاته تُحرمهم من الامتيازات التي يحصل عليها السّجناء الإسرائيليون، مؤكداً على أن حال الأسرى المقدسيين وفقاً لهذه المعطيات أكثر ألما وقسوة، وأن قضيتهم شائكة ومعقدة، وأن استمرار هذا الوضع المؤلم، وتكرار مشاهد الاستبعاد، إنما يترك آثاراً نفسية ومعنوية سيئة عليهم وعلى ذويهم وعلى المقدسيين عموماً· الأسرى المقدسيون·· من سيحررهم؟ وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار التعامل الإسرائيلي معهم وفقاً لهذه المعايير الظالمة وآلية التعامل القاسية، والإصرار على استمرار احتجازهم واستبعادهم من أية إفراجات، مما يعني أنه لا مجال لتحرر أي منهم إلا - وللأسف - لمن يقضي فترة حكمه، وهناك الكثيرين منهم يستحيل أن تنتهي فترة محكومياتهم معتبرا بأن هناك فرصة أمام الفصائل الآسرة ل ''شاليط'' اليوم، وقد لا تتكرر على المدى القريب، لفرض شروطها لنسف تلك المعايير كما حصل في صفقة التبادل عام 1985، من خلال التمسك بالإفراج عن كافة الأسرى المقدسيين القدامى وذوي الأحكام العالية والأسيرات منهم، ضمن صفقة التبادل التي تدور المفاوضات بشأنها، وعدم إتمامها إذا كانت ستقفز عنهم أو تستثني بعضهم، حيث لا فرصة الآن لهؤلاء بالحرية سوى ضمن الصفقة، باعتبار أن قضية الأسرى هي قضية واحدة موحدة غير قابلة للتجزئة أو القسمة، وأن أسرى القدس هم جزء أساسي من الحركة الأسيرة، وأن أي صفقة ستتجاوزهم ستفقد مضمونها ومعناها وستكون محط انتقاد من قبل الأسرى المقدسيين وذويهم وشعبهم·