أكدت مصادر محلية ل"الجزائر نيوز"، أن أعمال العنف امتدت أمس إلى بلدية بريان لتتسع بذلك رقعتها بعد أن مسّت خمس بلديات. وقد أسفر هذا الوضع عن تسجيل خسائر مادية بهذه البلدية، وتزامن تجدد هذه المواجهات مع تشييع جنازة الضحية الثانية لأحداث العنف بالولاية المعروف باسم الحاج سعيد خالد. شيع سكان ولاية غرداية، أمس، جنازة ثاني ضحية لأعمال العنف المصاحبة للتوتر السائد بين سكان هذه الولاية التي تعيش حالة استثنائية منذ عدة أسابيع. وأوضحت ذات المصادر، أن الضحية الثانية الحاج سعيد خالد ينتمي إلى بني ميزاب ويبلغ من العمر 35 سنة شيعت جنازته عقب صلاة الفجر وسط جو جنائزي مهيب. وأضافت ذات المصادر المحلية، أن رقعة التوتر اتسعت أمس، لتشمل بلدية بريان مجددا بسبب مناوشات بين مجموعات من شباب البلدية خلفت خسائر مادية. إلى جانب ذلك، تم حرق خمس محلات تجارية نتيجة التراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار، ما أدى إلى شلل لحركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم واحد وعرقلة السير بين شمال وجنوب الوطن. وقد عرفت هذه البلدية في شهر ماي 2008 مواجهات أدت إلى وفاة شخصين لتجدد بها المناوشات على غرار بقية البلديات المجاورة لها، علما أن قبيلتي الشعابنة وبني ميزاب تعيشان في هذه المنطقة وكثيرا ما تتكرر بها مثل هذه المناوشات التي تتحول عادة إلى أعمال عنف في ظل الحديث عن صراع قائم بين المالكية والإباضية. ويأتي تسجيل مثل هذه المناوشات واستمرار حالة التوتر بهذه المنطقة بعد مساعي الوزير الأول، عبد المالك سلال، الذي استقبل بداية شهر جانفي الجاري وفدا من الطائفتين بغرض وضع حد للتوترات تم على إثر ذلك اتخاذ عدة قرارات، من بينها إنشاء على مستوى البلديات التي مستها هذه الأحداث "مجلس حكماء" يعد بمثابة" فضاء للتحكيم والمصالحة" ومبني على أسس "التعايش المنسجم والسلمي" المتوارث من الأجداد والذي كان سائدا بالمنطقة، لكن هذه الإجراءات لم تجد نفعا بدليل فشلها في تحقيق مسعى الصلح بين الطائفتين وتجدد المواجهات بين شباب مجهولين بالمنطقة وتسجيل خسائر بشرية ومادية.