كشفت مصادر مسؤولة بقطاع التربية الوطنية، أن بعضا من نقابات التربية المعتمدة، تحاول الضغط على وزارة التربية الوطنية، من خلال الحركات الاحتجاجية والإضرابات، من أجل الانتدابات الخاصة بالنقابيين، حيث تقدر عددها في القطاع 1300 إنتداب، وأغلب المنتدبين لا يعملون ويستفيدون من جميع المنح والامتيازات حتى منحة المردودية. وحسب ما أكدته المصادر ذاتها، فإن بعض نقابات التربية تلجأ إلى الإضراب بهدف الحصول على امتيازات ومصالح شخصية لا غير، مشيرة إلى أن عدد الانتدابات في القطاع يفوق 1300 انتداب موزعة على النقابات المعتمدة وأن الإتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة للمركزية النقابية تحوز على 300 انتداب، والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" لديه 230 انتداب، أما النقابة الوطنية لعمال التربية، فلديها حسب مصادرنا 122 انتداب، والمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست" لديه 90 انتدابا، فيما تحوز النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين التابعة للقطاع على 64 انتدابا، و40 انتدابا للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية "السناباب" ونفس العدد من الانتدابات يحوز عليها مجلس ثانويات الجزائر "الكلا"، وكذا النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست". وأشارت مصادرنا إلى أن هذه الانتدابات تكلف وزارة التربية الوطنية أموالا كبيرة، حيث أن قيمة الأموال التي يتم صرفها لصالح هؤلاء تفوق 62 مليار سنويا. وأوضحت المصادر ذاتها، أن النقابيين المنتدبين من معلمين وأساتذة وإداريين وعمال مهنيين، لا يقومون بالعمل النقابي، حتى أن القواعد العمالية تجهلهم حسب تعبير مصادرنا. كما أن هؤلاء يقومون بأعمال أخرى خارج القطاع، ومنهم من هم خارج الوطن، والنساء المنتدبات لا يعملن وهن ماكثات بالبيوت، لكن هؤلاء المنتدبين يتقاضون أجورهم بصفة عادية ويتحصلون على جميع الامتيازات والمنح حتى منحة المردودية، حسب ما أكدته مصادرنا. وأشارت إلى أن أغلبية الانتدابات التي تحصل عليها النقابيون متزامنة مع الإضرابات التي عاشها القطاع خلال السنوات الماضية، ولا تنتهي الامتيازات التي يستفيد منها النقابيون عند هذا الحد، بل إنها تمتد أيضا إلى المناصب العليا، حيث أن أغلبية النقابيين يحصلون على الترقية إلى مناصب عليا على حساب الأساتذة وأغلبهم ترقوا إلى مدراء ومفتشين ثم مستشارين لدى الوزارة الوصية. وأضافت أن قضية الانتدابات هذه تسيل لعاب النقابيين وتدفعهم الى الانخراط من أجل الاستفادة منها. كما أشارت مصادرنا إلى أن هذه القضية تعتبر ورقة ضغط من بعض النقابات على وزارة التربية الوطنية، حيث أشار محدثونا إلى أن الحركات الاحتجاجية التي تقوم بها هي من أجل مصالحها الشخصية، وترهن مصير أزيد من 8.5 مليون تلميذ. يذكر أن رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية بوجناح عبد الكريم، قد صرح خلال الندوة الصحفية الأخيرة التي نشطها بداية الأسبوع الجاري، أن إضراب نقابات التربية الحالي ما هو إلا وسيلة للضغط على وزارة التربية للحصول على امتيازات شخصية، في حين أن وزارة التربية الوطنية وفي قرارها الأخير بتجميد التعامل مع نقابة بوجناح سحبت العديد من انتدابات النقابيين بالولايات. مزيان مريان، المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني: "انتدابات نقابتنا محدودة ولا نضغط على الوصاية للحصول على المزيد منها" أكد، المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" مزيان مريان، أن هناك بعض الأطراف تحاول تسريب إشاعات بأن النقابات تضغط على وزارة التربية من أجل مصالحها الشخصية، على غرار الحصول على مزيد من الانتدابات، مشيرا إلى أن نقابته لا تحوز إلا على 40 انتدابا، لأن شروط الانتداب عند النقابة تخص فقط المنسق الولائي فقط، مشيرا إلى أنه يجب احترام العمل النقابي ولا يجب الانسياق وراء ادعاءات لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أنه في نقابته لا توجد أي نوايا للضغط على الوصاية من أجل امتيازات هم في غنى عنها. كما أشار مزيان، إلى أن كل المنتدبين بالولايات يعملون في النقابة ولا أحد منهم يعمل في التجارة أو في أي مجال آخر.