قلت لحماري·· هل تعلم أني سعيد جدا لبعض السرقة التي تحصل؟؟ اندهش لقولي وفرك أذنيه جيدا وقال·· سعيد لسرقة؟؟ سرقة ماذا؟؟ وهل السرقة تستدعي السعادة؟؟ قلت·· مهلا يا حماري·· السرقة التي أتحدث عنها هي سرقة ''الرايات الوطنية'' التي يقوم بها بعض الشباب منذ الأيام الماضية·· كثيرا ما رأيتهم يتسلقون الأماكن العالية من أجل الحصول على علم·· آه كم هو مفرح هذا·· قال حماري·· وأنا أيضا علمت أن ''الحرافة'' الذين كانوا ينوون الهروب في زورق الموت قد عدلوا عن رأيهم وقرروا البقاء·· قلت له·· إيه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر·· من قال إن البلد سوف ينقلب على عاقبيه؟؟ أرجو فقط أن لا تكون المسألة ظرفية تتعلق بمباراة كرة قدم أيقظت الأحاسيس وأججت المشاعر وبعدها سوف يموت كل شيء وتعود حليمة لعادتها القديمة؟؟ ضرب حماري بذيله الطويل وقال·· لا أظن ذلك·· لأن ما أبداه الشعب من رفض للحفرة والظلم ووقفة الرجل الواحد لا يمكن أن تمحى هكذا·· لأن المسألة أعمق بكثير·· قلت له·· أؤكد لك أن سرقة الراية الوطنية أمر وطني جدا· لا يحدث إلا في بلد الشهداء··· بلد اسمه الجزائر وفقط·