في تطور ينبئ بعودة قوية لرموز النظام السابق في ليبيا، تفجرت عدة اشتباكات في "سبها" جنوب البلاد بين قوات تابعة لكتائب الثوار وهي المليشيات التي تتبع مناطق جغرافية مختلفة وبين من قيل إنهم أنصار للعقيد الراحل معمر القذافي. فيما تظاهر العشرات منهم في العاصمة المصرية القاهرة أمام سفارة بلادهم حاملين الأعلام الخضراء التي ترمز إلى فترة حكم معمر القذافي، فيما نقل عن نجله المقيم في النيجر ساعدي القذافي أنه "لن يترك ليبيا قبل عودتها موحدة إلى ما قبل عهد ثوار الناتو" حسب ما نقلته عنه صحيفة مصرية. خاض الجيش الليبي معارك مفاجئة أمس ضد ميلشيات مسلحة إثر خطف نجل قائد القوات الخاصة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، في حين قررت الحكومة الانتقالية برئاسة علي زيدان تشكيل غرفة أمنية لتأمين العاصمة طرابلس ووضع قوة تحت سيطرتها. بينما استبعد البهلول الصيد وكيل وزارة الداخلية الليبية، وجود أصابع أجنبية في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها قبل يومين نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الليبي الصديق عبد الكريم. ونفى البهلول في تصريحات صحفية ما تردد عن تعرض منزل وزير الداخلية لقصف صاروخي بقذائف "آر بي جي" في محاولة ثانية لاغتياله، مضيفا: "لم نعرف الجهة التي نفذت محاولة الاغتيال، كما أنها لم تعلن عن اسمها". وتابع: "ما زالت التحقيقات جارية ولم نتوصل إلى الجناة، لكن لا أعتقد أن ثمة أصابع أجنبية أو خارجية تورطت في هذه المحاولة". وكان عبد الكريم، الذي يشغل أساسا منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية، بالإضافة إلى تكليفه بمنصب وزير الداخلية، عد في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية مساء أول من أمس، أن محاولة اغتياله أمر متوقع. وقال: "نطمئن الشعب الليبي، وكافة الحريصين على ليبيا، أننا على الدرب سائرين وفي الاتجاه الصحيح، ولن نخشى في ليبيا وكرامتها وسيادتها كائنا من كان، ونعلم أن حجم التحديات كبير أمام الحكومة والمؤتمر والشعب الليبي". يأتي ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات جديدة، فى "سبها" جنوب ليبيا، بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة متهمة بمناصرة نظام معمر القذافى السابق، بحسب مصدر عسكري. وتزامنت المواجهات مع وصول تعزيزات من أجل القضاء على الجماعات الموالية للنظام السابق التي ما زالت تحتل عدة مواقع فى سبها ومحيطها، حسب ما صرح به الفرجانى عقيلة من مركز عمليات سبها، من دون الحديث عن ضحايا. وصرح عقيلة: "تجرى صدامات بين الجيش وثوار مصراتة السابقين من جهة، وأنصار النظام السابق من جهة أخرى". وفي وقت سابق، أكد مصدر محلي الوصول الوشيك لتعزيزات، وهى وحدات من الجيش ومجموعات من الثوار السابقين وفدوا بشكل خاص من مصراتة (شمال غرب) فى مسعى لإعادة النظام فى المنطقة. من جهة أخرى، وصل إلى القاهرة مساء الجمعة رئيس الوزراء الليبي علي زيدان لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين المصريين، وذلك بعد أقل من أسبوع من انتهاء أزمة اختطاف دبلوماسيين مصريين في ليبيا ردا على اعتقال مصر رئيس غرفة عمليات ثوار ليبيا. وتأتي زيارة زيدان في أعقاب أزمة نشبت مؤخرا بين القاهرةوطرابلس، بعد اعتقال السلطات المصرية رئيس غرفة عمليات ثوار ليبيا شعبان هدية (أبو عبيدة الليبي) أثناء وجوده في الإسكندرية. وكان مسلحون قد خطفوا يوم السبت 25 جانفي الجاري دبلوماسيا مصريا، ثم أربعة من أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية من منازلهم في العاصمة الليبية طرابلس بينهم الملحق الثقافي، وأمهلوا السلطات المصرية 24 ساعة للإفراج عن هدية. وانتهت الأزمة بعد مفاوضات بين الجانبين بإطلاق سراح جميع الدبلوماسيين المصريين الخمسة المختطفين وتسليمهم للداخلية الليبية، وإفراج السلطات المصرية بالمقابل عن شعبان هدية.