أعلن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إقالة وزير الدفاع محمد البرغثي في أعقاب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس وأوقعت خمسة قتلى وعشرات المصابين. وقال زيدان في مؤتمر صحفي بطرابلس إن وزير الدفاع محمد البرغثي كان قد قدم استقالته الشهر الماضي، لكنه طلَب منه البقاء وبعدما حدث أمس الأربعاء قرر تنحيته عن منصبه، وأكد زيدان أن وزير الدفاع الجديد سيعين في أقرب فرصة ممكنة. وجاء القرار في ظل التوتر الذي تعيشه البلاد على خلفية المواجهات بين المليشيات المسلحة، وقالت وزارة الصحة الليبية إن خمسة قتلى و97 جريحا سقطوا في المواجهات التي شهدها حي أبو سليم قرب وسط العاصمة طرابلس. وهاجمت مجموعة مسلحة من الزنتان مكلفة حراسة حقل نفط جنوب البلاد، مقر حرس المنشآت النفطية في طرابلس بعد أن استبدلوا بها فريق قبيلة محلية، وتصدت لهم فرق أخرى من قدماء الثوار من اللجنة العليا للأمن في وزارة الداخلية بالقوة واعتقلت بعضهم. ويرتبط المهاجمون رسميا بوزارة الدفاع، لكن قائد الأركان بالوكالة سالم القنيدي أعلن أن "القوات التي لا تمتثل للأوامر ليست منا"، وصرح اللواء القنيدي لقناة الأحرار الليبية "حاولنا التدخل، لكن وسائلنا لم تسمح لنا بذلك". وفي تطورات أخرى؛ انفجرت ثلاث سيارات مفخخة أمس الأربعاء بفارق نصف ساعة في مدينة سبها جنوبطرابلس، وخلفت قتيلين و17 جريحا وفقا لحصيلة رسمية. وفي بنغازي قتل ضابط في الجيش في انفجار عبوة وضعت في سيارته، في آخر حادث من سلسة اغتيالات وهجمات على قوات الأمن في هذه المدينة الواقعة شرق ليبيا. وتستنجد السلطات الليبية التي تبذل الجهد لتشكيل شرطة وجيش مهنيين، بانتظام بالثوار السابقين لحفظ النظام والأمن في البلاد لكنها لا تستطيع مراقبتهم. وغدا الثوار الذين ساهموا في الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي مصدرا لمتاعب البلاد بسبب عدم توانيهم في اللجوء إلى السلاح من أجل الدفاع عن أنفسهم ومصالحهم، وينتقد عدد من السكان ما يعدونه تساهلا من السلطات مع المليشيات المسلحة.