أكد العشرات من التلاميذ المقبلين على امتحان شهادة الباكالوريا، عن رفضهم من أن يكونوا ضحية إضراب الذي حرمهم من استيعاب الدروس في ظل غياب فترة للراحة، حيث سيتم استغلال الأسبوع الأول من العطلة الربيعية لاستدراك الدروس الضائعة بعد إضراب دام 24 يوما. اعتصم العشرات من التلاميذ المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2014، أمام مقر ملحقة وزارة التربية برويسو بالعاصمة، للتعبير عن رفضهم لوتيرة الدراسة المكثفة التي برمجت لاستدراك الدروس الضائعة بسبب الإضراب الذي شهده القطاع منذ 26 جانفي الماضي وإلى غاية 19 من الشهر الجاري، حيث أكدوا رفضهم للوتيرة المكثفة التي تستوجب الدراسة طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة بغرض استدراك الدروس الضائعة بسبب الإضراب، مؤكدين أنه يستحيل عليهم استدراك الدروس الضائعة خاصة منها العلمية في ظل كثافة وتيرة الدراسة، لكون الأستاذة يشرحون الجانب النظري من الدروس ويغفلون الجانب التطبيقي نظرا لضيق الوقت وإلزامية إتمام البرنامج الدراسي. وعبّر التلاميذ عن إستيائهم من نتيجة الإضراب الذي يستوجب استدراك الحصص الضائعة في وقت قياسي، مؤكدين أنهم لم يدخلوا في إضرب ولكن اليوم "يدفعون الثمن"، ولهذا حسبهم لا يريدون أن يكونوا ضحية هذا الإضراب الذي حرمهم من استيعاب الدروس في ظل غياب فترة للراحة، حيث سيتم استغلال الأسبوع الأول من العطلة الربيعية، وقد دعا المعتصمون وزارة التربية تحديد العتبة من أجل مساعدة الطلبة على الأقل في هذا الظرف وهذا للتخفيف من الضغط النفسي الذي سببه هذا الإضراب، ويذكر أنه تم استدعاء وفد من التلاميذ المحتجين من طرف ممثلي الوزارة لمناقشة مطالبهم وشرح طريقة استدراك الدروس الضائعة. وفي سياق ذي صلة، توقف صبيحة أمس التلاميذ بالعديد من الثانويات بولاية المدية عن الدراسة احتجاجا على القرار المتعلق بتأجيل عطلة الربيع واستخلاف الدروس الضائعة عقب إضراب الأساتذة الأخير، حيث تجمع مئات التلاميذ التابعون لثانويات "بوزيان" و"زرواق" و"بن شنب" أمام مقر مديرية التربية قبل تنظيم مسيرة عفوية عبر الشوارع الرئيسية بوسط مدينة المدية وطالبوا بضرورة إشراكهم في كل قرار يهمهم مشيرين إلى أن معظم المؤسسات التي يزاولون دراستهم فيها لم تكن معنية بالإضراب الأخير، رافضين تحمّل انعكاسات الإضراب الذي لم يشاركوا فيه وعزمهم على مواصلة مقاطعة الدروس في حالة تنفيذ هذا القرار. وكانت وزارة التربية الوطنية قد نصبت مؤخرا، لجنة مكونة من مختصين أوكلت إليها مهمة دراسة أفضل السبل لاستدراك الدروس التي لم يتم تلقينها بسبب الإضرابات التي عرفها القطاع في الآونة الاخيرة، وستعكف هذه اللجنة على دراسة كيفية استدراك الدورس مع الأخذ في الحسبان مدى التدرج في الدروس على مستوى كل ولاية، بل كل مؤسسة تربوية وعدم التسبب في اضطراب التلميذ في مساره الدراسي.