في كتاب يضم 218 صفحة، ويحمل عنوان (إضحك على الرئيس)، يسجل الكاتب منتصر جابر دور السخرية في إنهاء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير 2011، ويقول إن الشعب لاحق أيضا الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بسخرية تكاد تعادل كمَّ سخريته من مبارك على مدى 30 عاما. ويؤكد الكاتب "ربما لأول مرة في التاريخ يسقط شعب حاكمه بالضحك عليه"، ففي 30 شهرا، أنهى حكم مبارك - الذي لازمته سخرية المصريين ونكاتهم "منذ يومه الأول وحتى يومه الأخير"- كما أسقط مرسي الذي تقاسم السخرية مع الجماعة التي كان ينتمي إليها. ويضيف في كتابه الذي حمل عنوانا فرعيا هو (كيف أسقط المصريون نظام الحكم بالتنكيت)، أن مرسي طالته السخرية منذ ترشحه للرئاسة وطوال فترة حكمه التي استمرت عاما واحدا حتى تم "عزله... في موجة الثورة الثانية في 30 يونيو 2013". والكتاب الذي أهداه المؤلف "إلى كل شهداء ومصابي ثورة 25 يناير.. وموجتها الثانية في 30 يونيو 2013"، يقع في 218 صفحة متوسطة القطع وصدر في القاهرة عن (الدار للنشر والتوزيع) بغلاف صممه فنان الكاريكاتير عمرو سليم. ويقول المؤلف، إن السخرية سلاح مصري قديم يرجع إلى نحو 46 قرنا، وهو عصر الملك سنفرو أبو الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر جنوبي القاهرة، وإن "أقدم نكتة عرفها الإنسان في التاريخ فرعونية الأصل" حيث طرح البعض سؤالا عن كيفية رفع معنويات الملك سنفرو حين يذهب لصيد السمك؟ وكانت الإجابة.. «ترمي أحد العبيد بدون أن يدري (الملك) ثم تصرخ بأعلى صوتك هناك سمكة كبيرة يا سيدي". ويضيف أن المصريين تهكموا على الهكسوس، الذين غزوا البلاد في القرن الثامن عشر قبل الميلاد حين صوروهم على هيئة فئران. ويقول جابر، إن أحد أسباب تنحي مبارك هو سقوط هيبته بعد انتشار النكات واللافتات خلال 18 يوما من الإحتجاجات الحاشدة التي انطلقت يوم 25 يناير 2011 وكانت "مهينة مذلة.. بالفعل سقط بالتنكيت وبالسخرية منه". السيسي في قائمة السخرية ومن المفارقات الموحية أن صدور الكتاب جاء في وقت حقق فيه "هشتاج" مسيء لوزير الدفاع المصري السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية عبد الفتاح السيسي، أعلى نسبة مشاهدة على موقع تويتر للتواصل الإجتماعي. وسجل "الهاشتاج" - الذي يحمل كلمة نابية ضد السيسي، أكثر من 100 مليون تغريدة خلال 3 أيام بنسبة 69 % داخل مصر-، و31 % مشاركة عالمية، على مواقع "تويتر" و«الفايس بوك"، وكافة مواقع التواصل الإجتماعي، التى تسجل زيادة هائلة في كل لحظة. من جهته، أكد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية المصرية، إن وزير الداخلية محمد إبراهيم أصدر تعليمات مشددة بمتابعت صفحات مواقع التواصل الإجتماعى "فايس بوك" و«تويتر"، التى تسيئ إلى شخص المرشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية. أوضح المصدر فى تصريح صحفي، بعد تعليمات وزير الداخلية، قامت إدارة مباحث الإتصالات بمراقبة ما يحدث على هذا الهاشتاج، للقبض على جميع المشاركين به بعد تقنين الإجراءات اللازمة لذلك، على أن يتم إعلان أسمائهم لاحقا. أشار إلى أن وزارة الداخلية تقوم بإعداد قائمة ببيانات المشاركين فى الهشتاج المسيئ للسيسي، يتضمن بياناتهم الشخصية، لملاحقتهم أمنيا والقبض عليهم. الجدير بالذكر، أن نشطاء على موقع التواصل الإجتماعي، كانوا قد دشنوا "هاشتاج"، جمع ما يقرب من 4,5 مليون مشترك، يطوي إسائات للمشير السيسي، ورفضهم ترشحه في الإنتخابات الرئاسية المقرر إجرائها فى 30 / 6 القادم.