-1- أنتَ في عُنقِي أيّها الشّجرُ الطّائر.. لن أتْرُكَكَ تغادرُ لوَحْدِك.. جئنا معاً.. و سنذهبُ معاً.. -2- أمامَ طاولةِ السّوق الزّرقاء تتوجّسُ العجائِزُ خيفةً مِنْ البهاراتِ المعروضةِ للبيْعِ في سُرَرٍ مملوءةٍ حدّ التّخمة.. بدينارٍ خفيف.. لا يزِنُ مثقالَ سِنتٍ واحد.. في هذا الوقتِ الصّعب.. -3- لم يعد للبائع ما يخفيه.. كلّ شيء عارٍ.. في مهبّ الرّيح و في مربط الوحم.. -4- نابتُونَ مِن إِبطِ الحيلة، و ضَالعون في واجبِ العزاء.. كمْ أنتمْ رائعون.. أيّها الأصدقاء.. صباحُ الخير عليكم و أنتمْ تُمسكون بمفاتيحِ النّوايا.. -5- نميمةٌ في القفا.. لم يشعرْ بها المارّة.. بدتْ طويلةً جدّا.. كأنها ذيلٌ نابعٌ من مباهجِ القِرْدِ البرّي.. لحُسنِ الحظ.. كان الشّرطيُّ قريباً.. قطَعَها بالسّيف من دون أن ينتبِِهَ أحَدٌ.. -6- أتْعبْتَني كثيرا.. و غرَّبتني كثيرا.. أيُّها الوطنُ الجاثم على صدْري.. كالتّعب الضّال.. منْ ربّاك بهذه الطريقة ؟ و من أعطاك حقَّ اغتيالِ المُولَعين بأسمائك؟.. زَبَانا.. درويش.. تْشِي غِيفَارا.. مشنقةُ الليل الدائمة.. تأخذُ مكانها النّابت في ضِلع الفراغات..أتْعبْتَني كثيرا.. أيها الزَّاجل في معانيه.. فلتمْسَحْ جناحيْكَ المخضّبين بالأهواء.. في ظلِّيَ المائل.. ولْتكُنْ منفايَ المُزْمن.. أنا السّاكن في موتك المسبوك..كما تسكن الفراشاتُ في شرنقةِ الضّوءِ الأعْمى.. -7- لم أجدّدْ عقْد الكِراء.. و لم أدفعْ فواتيرَ الشّهر الدّاخل.. ثِمَّةَ مكانٌ شاغرٌ .. في قارَبٍ مُتّجهٍ إلى بطنِ الحوت.. -8- كلٌّ شيء جاهز.. لم تبْقَ غيرُ الصّناديق.. فلنبدأ إذنْ .. رحلةَ الألْفِ مَيْل .. إلى شاطئ الظّلمات.. -9- تفاهَمْنا في مقهى الرّيح.. و انتهى الأمر.. عيْبٌ أن تعودَ في كلامِك .. أيُّها البحرُ الميّت.. -10- لمْ أُراعِ شجَرَ الصبّار المعلّق في خَامسةِ الباب..لمْ أنتبهْ لمُمهِّلاتِ الشّوْق..كان الجوّ مُغلقاً.. و اللّعبة محسومَةً..و الأمكنةُ محجوزةً حدَّ التكديس..شحْنٌ.. و قوارير.. و حِيَلٌ..كلّما مددْتَ يدكَ..عضّتْكَ المشاريعُ..كلّما أطلْتَ عُنقَكَ..أحسسْتَ بحدّ السّيف.. كُلّما صرَخْتَ..تساقطَ الدمُ الخاثرُ..أسئلةٌ غامضةٌ..و نقاشٌ حادّ.. و ليس ثمة ما يحيل إلى انتهاء الوقت.. في أعين الحاضرين.. -11- ربّما كان الماءُ أكثرَ طيبةً مِنْ الكوكاكولا.. يَرْشَحُ في نقْع ِالأساطير فيصعدُ سوادٌ و زبدٌ و فُقاعات.. -12- لاَ أشْعرُ بالعطَش... طالما تحيطُ بي الحيتان، و تنبتُ في معدتي حقولٌ شاسعةُ من الملحِ المُشبّع باليود.. -13- لا تغترّ ببريقِ اليافطات.. ثمةَ أكذوبةٌ صغيرَة تربض بين الحروف مُهيّأةٌ خِصّيصًا لاصطيادِ الكِبارْ.. -14- في وجهةِ الماء لا شماريخ، لا أعْلام، لا أرصِفة.. لا بُدّ للرّيحِ أنْ تضرِب بقُوّة.. -15- هُنا فقطْ.. يأخذ الطريق السيّارُ وجهته المنشودة.. -16- ما معنى أن تعود .. في هذا الوقتِ المتأخر.؟ -17- أنهارٌ من كذبٍ مصفَّى.. تقْفزُ باليتيم إلى سدّةِ الحُكم.. -18- يا أنا المغتالُ بدماثةِ الكلمات.. يا أنا المقطوفُ بسيفِ المودّةِ..يا أنا المندفعُ دائما إلى الأمَام.. تمهّلْ قليلا.. ثمةَ منعرجٌ خطير.. يتربّصُ بغفلتك النّائمة.. في أزقّةِ المسَارْ.. دعْني أناديكَ باسمي..لعلّك تتذكّر أنّك لستَ وحْدكَ.. -19- المذكّراتُ.. تُكتبُ عادةً.. بعْد فواتِ الأَوان.. -20- من كُوّة البحر الواسِعَة.. كلُّ شيء يبدو مستقيماً.. حتىّ الظلّ الأعْوج.. -21- يَقْطِينُ الظلِّ الوارِفِ لا يعبأُ بمصيرِ الأنبياء..