دعا رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، المحلة، عباسي مدني، أمس، إلى "تنظيم مرحلة انتقالية حقيقية تشارك فيها جميع الفعاليات السياسية والاجتماعية، المعتمدة والمحظورة"، بما في ذلك، حسبه، الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وبمشاركة السلطة. قال عباسي مدني، في بيان تلقت "الجزائر نيوز" نسخة منه، إن المرحلة الانتقالية التي يدعو إليها "يجب أن تكون أهم معالمها وضع دستور توافقي من طرف هيئة تأسيسية، وإعادة الكلمة إلى الشعب الجزائري لاختيار ممثليه والمشاريع المعروضة عليه بكل حرية وسيادة دون إقصاء أو وصاية"، مؤكدا على "عدم القفز على الحل الشامل والعادل للأزمة الأم الناجمة عن مصادرة اختيار الشعب في 1992"، مضيفا أن الجبهة "ترحب بالأحزاب والشخصيات المنادية بضرورة التعجيل بمرحلة انتقالية حقيقية من أجل التغيير الجذري للنظام"، وذلك حسب بيان عباسي ب "طريقة سلمية سلسة قبل فوات الأوان"، مشددا على ضرورة "الإسراع في تفعيل مطلب المرحلة الانتقالية وتوسيع نطاقها حتى تشارك فيها جميع الفعاليات السياسية والاجتماعية والشخصيات التاريخية والوطنية والدعوية والثقافية". كما أكد البيان، على أن "الجبهة الإسلامية ترفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة" لأنها -حسبه- "محددة النتائج سلفا لصالح مرشح عاجز ملوم استحوذت عليه بطانة سوء تتصرف باسمه". وأضاف بيان عباسي في السياق ذاته، أنها "مسخرة إمكانات الدولة والمال القذر والإعلام المنحاز بطريقة مكشوفة ومقززة، فضلا عن تحويل وزراء الحكومة إلى تنسيقية مساندة وتحويل الإدارة إلى حزب غير معتمد لصالح العهدة الرابعة"، كاشفا عن "عدم جدوى الاتصالات التي قامت بها الجبهة مع بعض المشاركين في إيجاد تجاوب يرقى إلى مستوى ما تسعى إليه". ويعتقد الرجل الأول في الفيس المحل، حسب ما ورد في بيانه، أن الانتخابات "في موعدها المحدد، وفي ظل الظروف المحيطة بها، لا تجدي نفعا ولا تقدم حلا سياسيا لأزمة البلاد"، ذلك أنه يرى أنها "تحمل في طياتها مخاطر جمة ومفاسد عظيمة تشكل تهديدا لأمن البلاد واستقرارها ووحدة الشعب والوطن والجيش"، وأن الغرض منها هو أن "تضفي شرعية على نظام فاسد مستبد آيل للزوال"، حسبه. وخلافا لبعض الأطراف والشخصيات التي دعت إلى ضرورة تدخل أو مشاركة الجيش في خلق حل للأزمة السياسية، يرى عباسي مدني "ضرورة ابتعاد الجيش عن الصراع السياسي والتفرغ لمهامه الدستورية"، لأن ذلك -حسبه- هو "الضامن الوحيد لقوة مؤسسته ووحدته واحترافيته وفعاليته". من جهة أخرى، دعا بيان عباسي مدني، الشعب الجزائري إلى "تحمّل مسؤوليته التاريخية مع الصادقين من أبنائه لاسترجاع حقه في الحرية والكرامة والسيادة والالتفاف حول الداعين للمرحلة الانتقالية"، معتبرا أن النظام السياسي الحالي "فقد جميع مبررات وجوده وبلغ نهايته الحتمية"، وأنه "أصبح يشكل خطرا داهما على الجزائر في وحدتها وثرواتها وهويتها ومستقبل أجيالها وما بقي من سيادتها".