يخيم هاجس ضعف نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة، اليوم، في ظل الدعوة إلى مقاطعة هذه الانتخابات التي دعت إليها أحزاب سياسية وعبّر عنها المواطنون خلال المسيرات التي نظمت بكل من باتنة تيزي وزو، بجاية والبويرة، بينما تشهد ولاية غرداية التي تئن تحت وطأة الألم ظروفا استثنائية عززت موقف المقاطعة. هذا التوجس والتخوف من انخفاض نسبة المشاركة بسبب المقاطعة مؤسس على واقع، طبعه عدم اهتمام الجزائريين بالحملة الانتخابية للمترشحين الستة للرئاسيات والتي اختتمت يوم الأحد الماضي بعد أن قوبلت "ببرود" وعدم اكتراث المواطنين بما جادت به قريحة المرشحين طيلة 22 يوما من عمر الحملة الانتخابية التي تميزت بالتنابز بالألقاب وتبادل التهم ما جعل منها "حربا كلامية" على حساب البرامج الانتخابية التي يفترض بالمرشحين عرضها على المواطنين وإقناعهم بها من أجل استمالتهم للظفر بأصواتهم يوم الاقتراع. وبغض النظر عن الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء تنسيقية الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم، فإن ولاية الجزائر تعرف ضعف نسبة المشاركة وهذا ما تأكد في استحقاقات سابقة بالرغم من أنها تعد وعاء انتخابيا هاما مقارنة ببقية الولايات الأخرى من أصل 48 ولاية، تضاف إلى ذلك ولايات أخرى على غرار ولايتي تيزي وزو وبجاية التي سجلت بهما أضعف نسبة مشاركة في استحقاقات سابقة وهما الولايتان اللتان عبر فيهما المواطنون عن مقاطعتهم للانتخابات الرئاسية المقررة اليوم من خلال المشاركة في المسيرة التي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية نظرا لغياب ضمانات تعكس شفافيتها ونزاهتها وامتدت التظاهرة إلى كل من ولاية بويرة. ويأتي تنظيم هذه المسيرات عشية الاقتراع عقب الوقفات الاحتجاجية التي تم تنظيمها للمطالبة بإسقاط النظام الحالي قادها طلبة جامعيون تظاهروا ضد العهدة الرابعة، حيث قال الناطق الرسمي لحركة نصر اوراس أمقران، بباتنة، أغيلاس، إن النظام الحالي غيّب العناصر الأساسية التي تضمن شفافية ونزاهة الانتخابات وسيعلن عن استمرار الرئيس الحالي بعد هذه الانتخابات وبالتالي فإن قرار المقاطعة هو القرار الصائب في هذه المرحلة. وأضاف أن الحركة المتمسكة بموقفها المتمثل في رفض النظام الحالي ومناهضة العهدة الرابعة ستواصل نشاطها وتحركاتها، واعتبر أن المؤشرات الحالية لاسيما ما تعلق منها برفض شباب الولاية البالغين سن الانتخاب التقدم لسحب بطاقة الناخب سيرفع من نسبة المقاطعة لهذه الانتخابات إلى جانب اقتناع أغلبية البالغين الحاصلين على هذه البطاقة بمقاطعتها، ويأتي تأكيده على هذا النحو عقب المسيرة التي دعت اليها هذه الحركة أول أمس، وقد عرفت هذه الولاية ميلاد عدة حركات تدعو الى المقاطعة على غرار حركة "أحرار الأوراس" وحركة "بركات". وعززت الظروف الاستثنائية التي تعيشها ولاية غرداية في ظل أعمال العنف والتخريب التي يعيش على وقعها سكان الولاية المخاوف من مقاطعة السكان للانتخابات الرئاسية ما دفع الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب بغرداية إلى إصدار بيان يدعو فيه المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات وقطع الفرصة على المتربصين بأمن الجزائر، لاسيما أن هذه المواجهات التي اندلعت منذ شهر جانفي الماضي جعلت من هذه المنطقة بؤرة توتر في ظل تجددها في كل مرة بعد أن فشلت الدولة في احتوائها. أستاذ العلوم السياسية لزهر ماروك: رهان السلطة الحاكمة هو احتواء المعارضة والمقاطعين لإطالة عمر النظام من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية لزهر ماروك في تصريحه ل«الجزائر نيوز"، أن أجواء الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم تتميز عن سابقاتها نظرا لما يميزها من خصوصيات تتمثل في بروز حركات غير معتمدة رافضة ليس فقط للعهدة الرابعة وإنما لبقاء النظام الحاكم وعبرت عن ذلك من خلال الحركات الاحتجاجية بالعاصمة التي اتسعت رقعتها لتشمل ولايات داخلية أخرى، إلا أن الملاحظ يرى أن قوة هذه التنظيمات ليس في رفعها شعارات تتحدى السلطة وإنما مدى قدرتها على تحريك الشارع وإقناع الرأي العام بأطروحاتها والملاحظ كذلك أنها لم تتمكن من تجنيد واسع للمواطنين. ويرى ذات المتحدث، أن تنظيم الرئاسيات في موعدها وفوز الرئيس المترشح فيها سيزيد من حدة وراديكالية هذه التنظيمات الرافضة للعهدة الرابعة وهو ما يعني أن النظام الحالي سيسعى إلى فتح أبواب الحوار من أجل كسب رهان احتوء المعارضة والمقاطعين للانتخابات، وقياسا بالتجارب السابقة في هذا المجال، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة لن تقل عن النسب التي سجلت في الاستحقاقات الماضية، أين تراوحت في الانتخابات الرئاسية الأربع ما بين 58 بالمائة كأدنى حد و74 بالمائة كأقصى حد على حد قوله. سارة. ب مؤشرات = أكثر من 460.000 موظف في الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم حسب وزارة الداخلية = فتح 11.765 مركز انتخاب و49.804 مكتب تصويت منذ الساعات الأولى لتكون جاهزة لاستقبال الناخبين = تم إحصاء 22.880.678 ناخب بعد عملية المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية التي تمت عقب استدعاء الهيئة الناخبة. = 186 ألف شرطي لتأمين الانتخابات = 160 صحفي أجنبي لتغطية الانتخابات الرئاسية قالوا موسى تواتي : مترشح الجبهة الوطنية الجزائرية.. "يجب على الجزائريين التصويت بقوة لتفويت الفرصة على دعاة الفتنة" "نتمنى أن يكون الشعب الجزائري على قدر كبير من المسؤولية والحس بالمواطنة، وهذا من أجل التصويت بقوة اليوم، لاختيار الرئيس الذي يرونه مناسبا لقيادة البلاد لمدة 5 سنوات مقبلة، ونحن في الجبهة الوطنية الجزائرية، على أتم الاستعداد لهذه الاستحقاقات الرئاسية المصيرية في تاريخ الجزائر، أما فيما يتعلق بدعاة المقاطعة لهذه الرئاسيات، فنحن نعتبر أسلوب الامتناع غير حضاري، ولهذا ونحن طيلة حملتنا الانتخابية وإلى غاية الساعات الأخيرة قبل بدء التصويت ندعو ونناشد الشعب الجزائري عبر كل أرجاء الوطن التعبير عن رأيه من خلال صناديق الاقتراع والتصويت بقوة، وهذا من أجل تفويت الفرصة على دعاة الفتنة والثورة في البلاد، أما فيما يتعلق بمراقبتنا للعملية الانتخابية فالجبهة الوطنية الجزائرية جندت مراقبين في أغلب مكاتب الاقتراع للسهر على سير العملية في نزاهة وشفافية تامة". نوارة سعدية جعفر: "نحن مطمئنون ولنا ثقة في وعي الشعب الجزائري" "بعدما قمنا بحملة انتخابية ناجحة في مختلف ربوع الوطن، بمشاركة شركائنا في مساندة عبد العزيز بوتفليقة، نتوقع غدا إن شاء الله أن تسير الأمور في جو هادئ ومطمئن، حتى وإن كانت هناك عمليات تخويف ومحاولة إضعاف العزائم، فنحن مطمئنون أن الشعب الجزائري، والهيئة الناخبة بصفة خاصة، على وعي كبير ودراية بالتحديات التي تواجهها البلاد، وخاصة تحديات التنمية والاستقرار، لأن هناك من يتساءل: لماذا التركيز على الاستقرار؟ بدون استقرار لا يمكن الحصول على تنمية مستدامة، وحياة سياسية مستمرة، لذلك لنا ثقة في وعي الشعب الجزائري، ونتمنى أن تكون مشاركة كبيرة ويدلي الشعب بصوته بكل سيادة وشفافية، ويختار الرجل المناسب لبناء الوطن وضمان استقراره". توفيق بن علو: الناطق الرسمي للمترشح فوزي رباعين.. "ننتظر أن يكون الشعب على قدر من المسؤولية اليوم" "حقيقة نحن جاهزين على مستوى جميع الولايات من خلال توزيع المراقبين على مستوى مراكز التصويت بالعدد الكافي، وهذا من بداية التصويت إلى غاية نهايته، والسهر على شفافية العملية، حيث عمدنا الى توزيع الملاحظين والمراقبين في كل المكاتب التي وفرت لنا خاصة في ظل عملية القرعة التي كانت لجميع المترشحين، ونحن ندعو جميع المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن، الى التصويت بقوة اليوم، وتفويت الفرصة على من يدعون الى الفتنة والثورة في الوطن، وننتظر أن يكون الشعب الجزائري على قدر من المسؤولية للتصويت بقوة اليوم". جلول جودي: الناطق الرسمي باسم المترشحة لويزة حنون.. "ثقتنا كبيرة بالجزائريين لاختيار الرئيس القادم للجزائر" "حزب العمال وإلى آخر لحظة يعمل على أن يكون متواجدا في كل مراكز التصويت وتجنيد المراقبين في كامل مكاتب الاقتراع وهذا للحفاظ على أصوات الشعب من التزوير، حيث اعتمد حزب العمال هذه المرة على أن يكون الممثلون المتواجدون في كل المكاتب ومراكز الاقتراع طيلة العملية الانتخابية، ونتمنى من الجزائريين التصويت بقوة وهذا من أجل تأسيس جمهورية ثانية، والمترشحة لويزة حنون متفائلة بدرجة كبيرة بهذه الانتخابات، ولديها أيضا ثقة كبيرة في الشعب الجزائري الذي سيقرر من هو الرئيس المقبل، وهو الذي يتفوق ويفوت الفرصة على الداعين للفتنة، والحفاظ على الجزائر سالمة ومستقرة". جبهة المستقبل: "على أتم الاستعداد لعملية الاقتراع" "أكد أحمد بن صبان المكلف بالإعلام في الحملة الانتخابية لبلعيد عبد العزيز ل"الجزائر نيوز"، "أن هدفنا الأول هو الفوز بكرسي المرادية، وكل مكاتب الحزب على المستوى الوطني على أتم الاستعداد لعملية الاقتراع"، وأضاف بن صبان "أن الشعب سيعطي درسا في الديمقراطية بتسجيل حضوره بقوة في مكاتب التصويت للتعبير عن رأيه بكل حرية، وأن الجيل اليوم أصبح واعي ليصنع أهدافه وهذا بالمشاركة بصوته"، وأوضح المكلف بالإعلام في جبهة المستقبل "أن الحزب يريد جيل جديد يمارس سياسة نظيفة، ويعمل على تصحيح الأخطاء، لا على تصفية الحسابات، جيل ليس طرف في أي صراع سياسي، والانطلاق ببناء الجزائر من جديد"، وأكد "أن الحزب يقدم سياسة تفيد الشباب الجزائري، ولسنا حاملين لبوادر الاختلاف مع أي طرف مهما كان توجهه"، وبخصوص التنسيق مع ممثلي المترشحين الآخرين لمراقبة الانتخابات قال "إنهم تركوا حرية الاختيار لمدراء المكاتب الولائية مع من يرونه ايجابي، دون أي أوامر فوقية". المترشح الحر علي بن فليس: متفائلون بالفوز في الدور الأول "أكد لطفي بومغار مدير الاتصال في الحملة الانتخابية للمترشح الحر علي بن فليس، "أن المراقبين متواجدون في كل مكاتب الاقتراع على المستوى الوطني"، وقال بومغار "أنهم يقومون بعمل جواري لتحسيس المواطنين بالانتخاب لصالح مرشحهم"، وأوضح مدير الاتصال في الحملة الانتخابية للمترشح علي بن فليس، "أن كل المكاتب والخلايا التابعة لهم ستقضي "سهرة بيضاء" من أجل التأطير ومتابعة الأوضاع لحظة بلحظة، وتلقي نتائج الفرز وتسجيل التجاوزات، وفي سياق أخر قال "إن مديرية الحملة تشهد توافد مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وحسب نفس المصدر "أكد أنهم متفائلون جدا بالفوز في الدور الأول من هذه الانتخابات، نظرا للحملة الانتخابية الناجحة بكل المقاييس، وتعاطف المواطنين معهم". جمعتها: صارة ضويفي/ بلوناس فريد