لا أحد يعرف بعد مدى عمق تأثير الثورات العربية على النسيج الاجتماعي في البلدان التي عاشتها، لكن ما لا يخفى على أحد هو أن هذه الثورات هي صناعة شعبية شاركت فيها كل شرائح المجتمع وعلى رأسها المرأة. نساء عديدات في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا تقدمن الصفوف ليقفن إلى جانب الرجال داعيات إلى تحقيق تحول ديمقراطي في المجتمعات العربية. في تونس ما بعد الثورة، أطلق السينمائيون والسينمائيات التونسيون العنان لإبداعهم وساعدهم في ذلك هامش الحريات الذي اكتسبوه بعد سقوط النظام السابق، خرجوا من رحم ثورة يناير ووجدوا في تونس ما بعد الثورة فضاء للإلهام والإبداع حيث توفرت لديهم سبل الإبداع الحر للتوثيق الإبداعي للَّحظات الهامة التي أدّت إلى تغيير مسار التاريخ في المنطقة العربية. وتشهد فضاءات الإبداع التونسية منذ يناير 2011 زخما كبيرا من الأعمال الفنية والدرامية والسينمائية والوثائقية النسوية، التي تفيض إبداعا ونذكر من ذلك الفيلم الوثائقي القصير"وتستمر الثورة" للمخرجة التونسية إيمان بن حسين، وهو بمثابة فيلم موجز لا تتجاوز مدته الدقيقتين ونصف، يتألف من مجموعة مشاهد درامية تصور المخرجة من خلالها أهمية وحدة أفراد الشعب للنهوض بمصلحة الوطن. وحتى تكتمل الصورة، فضلت المخرجة أن ترفق المشاهد بنشيد الثورة التونسية، وهو من كلمات الشاعر علي اللواتي وألحان الموسيقي ربيع الزموري، وشارك في التمثيل11 ممثلا وممثلة من مختلف الأعمار. كما عرض فيلم "فايسبوك من أجل أبي"، للمخرجة أريج سحيري، التي انضمت إلى عالم الإخراج السينمائي قادمة من دنيا الصحافة.. وترى أريج سحيري في الأعمال السينمائية الحالية نفسا جديدا، ونضارة وحيوية تعكس إرادة صانعي الأفلام من جيل الشباب الراغبين في التخلّص من "الأزياء الطويلة التي كانوا يستخدمونها للتمويه". وكان لوجود العديد من النساء في هذا المجال ضلع في ذلك، وفي هذا الصدد تقول سحيري: "لدينا رغبة في تناول قضايا المجتمع بطريقة تختلف عن تناول الرجال، الذين غالبا ما يتعلّق اهتمامهم بالوقائع". هكذا جاءت قصة والد أريج الذي استطاع بفضل الفايسبوك ربط علاقته من جديد ببلاده التي غادرها قبل 40 عاما والعودة للاستقرار فيها، ومن خلاله تمكّنت المخرجة الشابة من معالجة قضية الانتقال الديمقراطي في تونس. وكان كافيا بالنسبة لها الاستمرار في مراقبة ما كان يحدث في القرية الجبلية التي نشأ فيها. وتقول سحيري: "لقد أحدثت الثورة التونسية تعبئة كبيرة على الإنترنت، وكل الذين كانت أعمارهم تتراوح بين 15 و77 عاما كانوا يتابعون ما ينشر عليها. كذلك أمكن للمهاجرين التونسيين في الشتات بفضل الإنترنت متابعة الأحداث أوّلا بأوّل، وشاركوا سكان البلاد مشاعرهم بشكل مباشر، وهو ما كان من غير الممكن تحقيقه بواسطة القنوات التلفزيونية. ونتيجة لذلك، أصبح عامة الناس فجأة يريدون التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم". وتدور أحداث الفيلم الوثائقي "يا من عاش"، وهو الفيلم الأول للمخرجة هند بوجمعة، حول "المتغيرات في تونس بعد الثورة ورحيل الرئيس السابق زين العابدين بن علي". ويقوم الفيلم بتسليط الضوء على يوميات امرأة "عايدة" تنتمي للطبقة الفقيرة في تونس وكفاحها المستمر من أجل تحقيق أبسط شروط العيش بكرامة والتواصل مع أطفالها في منزل واحد. وترصد المخرجة التونسية سنية الشامخيفي في فيلم "مناضلات " يوميات الناشطات السياسيات التونسيات مثل سهام بن سدرين وراضية النصراوي وسعاد عبد الرحيم ولطيفة لخضر، والحقوقيات مثل بشرى بلحاج حميدة وسعيدة قراش خلال الحملة الانتخابية (انتخابات المجلس الوطني التأسيسي 23 أكتوبر 2011). في تونس ما بعد الثورة وفي مناخ يتسم بالتحول الديمقراطي، تقدمت مناضلات تونسيات، نساء عانين من الفقر، ثرن ضد الظلم السائد والتزمن بمسار صعب وفريد من نوعه من أجل إعادة البناء والإصلاح، للترشح لانتخابات المجلس التأسيسي ومواجهة معترك الحياة السياسية للمرة الأولى. يرصد هذا الفيلم المناخ الذي ميز أول انتخابات حرة في تاريخ تونس واتسم بتعبئة الطاقات النسائية (مرشحات، مناضلات سياسيات، شخصيات من المجتمع المدني) للمشاركة في المرور إلى ديمقراطية حديثة في تونس في سياق من التواصل بما يثمن كذلك ويكرم هؤلاء المناضلات الأوائل. أما فيلم "ثورة شباب"، الذي انتهت من إخراجه التونسية رجاء العماري، ويؤرخ لثورة شباب تونس (17 ديسمبر 2010 إلى 14 يناير 2011)، التي أطاحت ببن علي، الممثلة والإعلامية التونسية، بيَة الزردي، في الحديث عن دورها في الفيلم تقول "كما يبرز وفي جزء كبير منه تحركات ليلى بن علي في قصر الرئاسة بقرطاج، في هذه الفترة، وكيف حاولت السيطرة على الأحداث، والانقلاب على زوجها، وانتزاع مقاليد الحكم منه". وأضافت: "ثورة شباب"، توليف درامي سيكشف جوانب من حياة ليلى بن علي داخل قصر قرطاج، ورجاء العماري (المخرجة) جمعت شهادات من أصدقاء ومقربين من زوجة الرئيس السابق. وليلى بن علي الطرابلسي (سنة 57) امرأة أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية المحلية والدولية، بوصولها إلى قصر قرطاج وهي من عائلة تونسية فقيرة، ومكنت أقاربها من امتيازات جعلتهم يتصدرون أثرياء تونس، من خلال "صفقات فساد"، كما توغلت في الحياة السياسية، حتى أنها نجحت في التأثير على بعض القرارات السياسية،"والتفكير" في الاستيلاء على منصب زوجها. الثورة التونسية كانت حاضرة أيضا في أعمال عربية، حيث قدمت المخرجة المصرية، نيفين شلبي، فيلمها "أنا الأجندة تونس"، لتدافع من خلاله عن عدم وجود أجندات خارجية لإقامة الثورة التونسية، وبيّنت نيفين أن الفيلم مدته 40 دقيقة، وتم تصوير جزء كبير منه في منازل أهالي الضحايا، حيث إن أغلبهم كانوا من المدن والمحافظات المهشمة، وآمنوا بأن الموت من أجل الثورة أفضل من العيش بلا أمل في الحياة، بحسب تعبيرها. وكشفت أنها بصدد التحضير لفيلم وثائقي كذلك عن الثورة في ليبيا، خاصة أن طبيعة الشعب الليبي مختلفة عن الشعبين المصري والتونسي، كما أن البعد الاقتصادي مختلف نظراً لوجود ثروات طائلة في البلاد، مشيرة إلى أن القهر والظلم في ليبيا كانا بشكل مختلف تماماً. ذكر موقع "هوليوود ريبوتر" أن شركة "ديزني" اختارت الممثلتين سكارليت جوهانسون، الحاصلة على الأوسكار مؤخراً، ولوبيتا نيونج، لبطولة الفيلم الجديد The Jungle Book. الفيلم من المفترض أن يجمع بين مشاهد مصورة بشكل حقيقية Live Action، وأخرى لشخصيات سيتم تنفيذها بالكامل عن طريق الكمبيوتر والCGI. ولم يتم الكشف عن طبيعة الأدوار التي ستقدمها "جوهانسون" و«نيونج"، وما إذا كانت أدوارهما صوتية فقط أم ستضمن ظهورهم أيضاً. الفيلم من بطولة إدريس ألبا، ومن المقرر عرضه في دور السينما في 19 أكتوبر 2015. ذكر موقع "ديدلاين" السينمائي أن الممثل جاكي إيرلي هالي، الذي سبق أن ترشح للأوسكار عام 2006، سيبدأ في أولى تجاربة الإخراجية في فيلم Criminal Activites، والذي يقوم ببطولته جون ترافولتا. وسيشارك "هالي"، تبعاً للموقع، في بطولة الفيلم بأحد الأدوار الرئيسية، منضماً بذلك إلى "ترافولتا"، ريبيكا دي كوستا، مايكل بيت ودان ستيفانز. ولم يتم الكشف عن قصة الفيلم، ولكن من المرجح أن يدور في أجواء بوليسية عقب ارتكاب جريمة قتل. ومن المقرر بدء تصوير الفيلم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ليصبح جاهزاً للعرض مطلع 2015. يدخل الفيلم الجزائري "العودة إلى مونلوك" للمخرج محمد الزاوي، يوم السبت 3 ماي المقبل، المسابقة الرسمية لمهرجان "نظرات إفريقيا" بمدينة مونتريالبكندا، في التظاهرة التي تدوم إلى غاية 5 ماي المقبل. إلى جانب العروض السينمائية، يتضمّن برنامج الدورة الثلاثين، معارض فنية وعروضا فنية غنائية على مدار عشرة أيام، وتحتضن 3 مدن كندية هي مونتريال، كيبك وأوتاوا مجريات التظاهرة، ويشارك الفيلم الجزائري "العودة إلى مونلوك" للمخرج والصحفي محمد الزاوي، في الدورة الثلاثين لمهرجان "نظرات إفريقيا" بكندا، إلى جانب مشاركة أعمال سينمائية أخرى من الموزمبيق، إثيوبيا، كوت ديفوار، طوغو، السنغال، فرنسا، إسبانيا، مالي، سويسرا، كندا، البرتغال، إيطاليا، النيجر، الكاميرون، بلجيكا والبنين، بالإضافة إلى تونس، مصر، المغرب والجزائر. يذكر أن هذا الفيلم توّج كأحسن فيلم وثائقي بالجزائر العاصمة بمناسبة الأيام السينمائية ال4 في نوفمبر 2013، ومهرجان السينما لمستغانم في ديسمبر 2013، وكان قد توّج مؤخرا بجائزة "الخنجر الذهبي" بمهرجان مسقط الدولي (سلطنة عمان). يسلط مهرجان "رؤى من الواقع" الضوء هذا العام بشكل خاص على السينما التونسية من خلال خمسة عشر فيلما ترصد إشعاع الثورة الديمقراطية الوحيدة الناجحة في العالم العربي، وكذلك حالة عدم اليقين التي لا تزال تحوم من حولها. هذه الأفلام تعرض للجمهور ابتداء من 25 أفريل 2014 بمدينة نيون، المطلة على بحيرة ليمان. ستمنح جائزة المعلّم لمهرجان السينما الواقعية هذا العام للمخرج السويسري ريشار ديندو، الذي تعتبر أفلامه حول أرثر ريمبوا، وتشي غيفارا، وجون جينيه في شاتيلا، من روائع السينما الوثائقية. تم اختيار عدد من السينمائيين الذين شاركوا في الدورات العشرين السابقة، وطلب منهم إنتاج أفلام قصيرة لا تتجاوز مدتها 3 دقائق حول "آثار المستقبل"، وكانت النتيجة أعمالا يتسم بعضها بالغموض، ويثير بعضها الآخر القلق، وأخرى تدعو للتفاؤل. يختص قسم آخر يحمل عنوان "زاوية واسعة" بإعادة عرض أفضل ما عرض في المهرجانات الأخرى في العالم. قسم ثالث يهتم منذ 12 عاما بتقديم الدعم للعديد من الأفلام خلال مراحل انتاجها المختلفة ويروّج لها في الأسواق. والجديد هذا العام بالنسبة لهذا القسم هو دخوله في تعاون وشراكة مع منصة التمويل التشاركي "Wemakeit" في هذا العام، وفي علاقة بالوكالة السويسرية للتعاون والتنمية، ورؤى جنوب- شرق، يخصص قسم Focus للسينما التونسية من خلال عرض 15 فيلما، و5 مشروعات أفلام قيد الإنتاج، وجائزة مقدارها عشرة آلاف فرنك في الرهان. وسيخصص يوم 29 أفريل 2014 للسينما التونسية بحضور المشاركين من تونس. فى ظل عزوف شركات الإنتاج عن عرض أفلامها في مهرجان القاهرة السينمائي، مفضلة المشاركة بها في مهرجانات عربية أو دولية، لجأت إدارة المهرجان إلى نشر إعلان مدفوع الأجر في إحدى الصحف، تدعو فيه السينمائيين للتقدم بأفلامهم للمشاركة. خالد السرجاني المتحدث باسم مهرجان القاهره السينمائي، قال إنه لن يقبل من الأفلام المصرية سوى تلك التى تملأ استمارة المشاركة على الموقع الرسمي للمهرجان. وأضاف: أردنا بهذا الإجراء إرساء قواعد جديدة في طريقة اختيار الفيلم المصري، وحتى لا يتهم المهرجان بالتحيز لمنتج دون آخر، أو مخرج دون غيره، أو يقال إن الاختيار شخصي، وتابع: "هذه منتهى الشفافية من إدارة المهرجان في التعامل مع كل المنتجين والمخرجين المصريين، الذين يملكون أفلاما جاهزة للعرض فى الدورة الجديدة". وردا على ما يتردد عن عدم اهتمام المنتجين المصريين بالمشاركة في مهرجان القاهره، قال: إدارة المهرجان علمت أن بعض الأفلام المصرية الكبيرة التي يتم تصويرها حاليا حصلت على دعم من مهرجانات عربية منها دبي وأبوظبي، ومن المقرر أن تعرض بها، لذلك قررت ألا تضغط على أي مخرج أو منتج للمشاركة في المهرجان.."، لكن في الوقت نفسه تأمل إدارة المهرجان في أن تتغير نظرة السينمائيين، بعد الإعلان عن لجنة التحكيم، والأفلام الكبيرة التي ستشارك في الدورة المقبلة".