عرض، أمس، الفيلم التونسيالجزائري المشترك "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار ضمن قسم "سوق الأفلام"، في الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك بمبادرة من نقابة المنتجين السينمائيين الفرنسيين. وأوضحت المنتجة نادية شيرابي في اتصال مع "الجمهورية"، أن عرض الفيلم يأتي في سياق التكريم الذي خصه المهرجان للثورة التونسية والمصرية، حيث يبرز العمل جانبا من النضال المشترك بين الجزائروتونس. "النخيل الجريح" الذي بدأت فكرته من وهران خلال المهرجان الدولي للفيلم العربي، هو فيلم روائي طويل وإنتاج مشترك تونسي جزائري يستعرض جانبا من التاريخ الوطني التونسي وتاريخ عدد من البلدان المغاربية ومنها الجزائر بالخصوص التي يعتبرها المخرج ذات تاريخ مشترك مع تونس. ويشارك في الفيلم، عدد من الممثلين الجزائريين هم، إلى جانب ناجي ناجح وليلى حواص وصالحة النصراوي من تونس، كل من خالد بن عيسى والممثلة مليكة بلباي، عايدة كشود وريم تعكوشت. و"النخيل الجريح" هو خامس فيلم روائي طويل للمخرج عبد اللطيف بن عمار بعد "قصة غاية في البساطة" (1969) و"سجنان" (1974) و"عزيزة" (1980) إنتاج مشترك تونسي جزائري و"نغم الناعورة". كما عرض أيضا الفيلم الوثائقي "لا خوف بعد اليوم" الذي يستمد أحداثه من مشاهد من واقع الأحداث انطلق تصويرها يوم 17 يناير 2011 في ظل أزيز الرصاص، الذي كان ينتشر في كل مكان بسبب الانفلات الأمني، الذي أعقب سقوط النظام الديكتاتوري وفرار الرئيس المخلوع. وقال بالشيخ "انا فخور بأن هذا الفيلم التسجيلي هو أول فيلم تونسي من نوعه يدخل البرنامج الرسمي لأهم مهرجان سينمائي في العالم، وهو من إنتاج شركة (سيني تيلي فيلم)، ويمتد على 72 دقيقة. ويتمحور حول ثلاثة شخصيات كان لها دور كبير في الثورة و هي المحامية راضية نصراوي والمدونة لينا بن مهني، وشخصية رجل الشارع لما تمثله من رمزية في تلك الفترة". هذا وتقام مائدة مستديرة يشارك فيها أعضاء من جمعية المخرجين التونسيين، كما يشارك المنتج الشاب محمد على بن حمراء في ورشة المنتجين التي تنظمها إدارة المهرجان. كما سيكون لتونس جناح في القرية الدولية للمهرجان تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة يتضمن لافتات وملصقات وصورا حول يوميات الثورة . وتشارك تونس في المهرجان خلال تكريم مؤسس أيام قرطاج السينمائية الراحل الطاهر شريعة، في إطار تظاهرة تنظمها المنظمة العالمية للفرنكوفونية، حيث أدار الطاهر شريعة قسم السينما بهذه المنظمة عندما كانت تدعى (وكالة التعاون الثقافي والفني)، كما سيتم فيها عرض فيلم لمحمد شلوف عن سيرة هذا السينمائي الراحل. كما منح المخرج التونسي نوري بوزيد صاحب فيلمي "ريح السد" و"صفايح من ذهب" وسام الشرف برتبة فارس من قبل وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران في حفل أقيم على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، وحضره حشد من السينمائيين الفرنسيين وضيوف المهرجان. وأشاد وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران، الذي بدا منفعلا وهو يزين صدر بوزيد بوسام الشرف الفرنسي بسينما بوزيد وقال إنها سينما خاصة ومؤثرة رغم شخصياتها الملاحقة بالعزلة. وتابع "نحن نعرف معركتك من أجل الحرية وتعطشك لها، والجيل الذي دافع بالأمس كما اليوم عن حريته وكرامته يعرف دورك في ذلك".