يبدو أن الطوارئ لا تنتهي في بلادنا·· فبعد طوارئ ''الدبوخة'' هاهي طوارئ زكام الحلوف -أكرمكم الله- تحدث بدورها هلعا وخلعة كبيرة عند الشعب· قال حماري الذي لبس لتوه قناعا واقيا·· والله لن نعيش مجددا خلعة أخرى أكبر من التي عشناها مؤخرا·· قاطعته·· صحح تعبيرك يا حماري فهي فرحة بكل المقاييس وليست خلعة·· انتصارنا شهد عليه كل العالم·· قال حماري·· لكن ما لم أهضمه إلى حد الآن هو هذا الاتكال الذي توليه المصالح الصحية لهذا المرض·· حتى استدعى الأمر تدخل الرئيس الذي أصبح يحل كل عقدة تفشل فيها الحكومة والمشرفين عليها· قلت له·· إيه لا تخف يا حماري فمن يفعل ما فعله رئيسنا في مباراة كرة قدم يفعل أكثر مع أنفلونزا الخنازير·· قدره أن يحارب الخنازير على كل الجبهات· خنازير بشرية كانت أصعب من الداء في حد ذاته ولكن قهرهم بالحكمة والصمت والتعقل·· فما بالك بالخنازير العادية التي لا تتكلم ولا تشتم ولا تسب·· تأكل وتتغوط فقط·· لا تخف ستكون سهلة المنال· ضحك حماري لهذا التشبيه وقال·· معك كل الحق رئيسنا خاض حربا باردة مع خنازير ضارية وأسقطها جميعها صرعى في ديارها·· علّها تكون قد حفظت الدرس وعرفت أن ''ماشي الخضرة فاع حشيش''· تنهدت من أعماقي وقلت له·· نعم هي الخضرا التي سوف تعيد أفراحنا وترفع علمنا عاليا في المحافل الدولية ·· دعنا من الكلام عن الخنازير واتركنا نفرح··· إن الفرح ثمنه غال·