يكتنف الغموض طريقة تسيير الخدمات الجامعية في ظل التنظيم الجديد للإدارة المركزية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي يتضمن بإنشاء مديرية "تحسين إطار حياة الطالب" تمهيدا لحل الديوان الوطني للخدمات الجامعية الذي توالت عليه فضائح الفساد وعجز عن إيجاد حل للمشاكل المطروحة ذات الصلة بالنقل والإطعام والإيواء واللاأمن الذي يميز مختلف الإقامات الجامعية. تضمن المرسوم التنفيذي الصادر في العدد 08 من الجريدة الرسمية بتاريخ 06 فيفري 2013 تنظيم الإدارة المركزية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ترتب عنه توسيع عدد المديريات التابعة للإدارة المركزية للوزارة مقارنة بالتنظيم الإداري السابق الذي كان يقتصر على الشق البيداغوجي فحسب، وبموجب هذا التنظيم الجديد تم استحداث مديرية تحسين إطار حياة الطلبة والتنشيط في الوسط الجامعي التي تضم ثلاث مديريات فرعية تابعة لها، تتمثل في المديرية الفرعية لظروف الدراسة وحياة الطلبة، المديرية الفرعية للتنشيط في الوسط الجامعي، إلى جانب المديرية الفرعية لنوعية الخدمات الجامعية والوقاية من الأخطار التي تكلف بإعداد البرامج السنوية في مجال الوقاية من الأخطار وتنسيق تطبيقها. ويأتي اعتماد هذه المديرية لتتكفل بالشؤون الاجتماعية للطلبة بعد أن أسندت سابقا للديوان الوطني للخدمات الجامعية الذي تقرر إنشاؤه سنة 2003 بموجب مرسوم رئاسي، في ظل عزم الحكومة التي صادقت على التنظيم الجديد إصلاح نظام الخدمات الجامعية على خلفية فضائح الفساد الإداري والمالي التي توالت على هذا القطاع. وتفيد ذات المصادر، أن تجسيد التنظيم الجديد لم يتم تطبيقه بشكل كلي وهو ما يجعل العديد من التساؤلات تطرح بعد إنشاء هذه المديرية التي أسندت لها مهام الديوان دون أن يتم تحديد الإطار التنظيمي لذلك، علما أن قرابة 45 % من ميزانية القطاع لسنة 2014 خصصت للخدمات الجامعية، يبقى تسييرها مرهونا بتطبيق هذا التنظيم بشكل كلي، وهو ما ذهبت إليه اتحادية مستخدمي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي على لسان رئسيها التي طالبت بضبط تسيير الخدمات الجامعية لاسيما أن أموالا طائلة توضع تحت تصرف مدراء يتم تعيينهم عن طريق الولاء السياسي بعيدا الكفاءة والمهنية. يحدث هذا في الوقت الذي يصف فيه الوضع بالإقامات الجامعية ب«الكارثي" بسبب تدني الخدمات المقدمة للطالب إلى جانب غياب الأمن، ما يجعل الطلبة عرضة لمختلف أشكال الاعتداءات من قبل غرباء، وهو ما شهدته الإقامة الجامعية للبنات ديدوش مراد بتيزي وزو التي خلّفت إصابة عوني أمن بهذا الحي عند منعهم لغرباء من دخول هذا الحي وتضاف هذه الحادثة إلى حوادث سابقة كشفت عجز الوزارة الوصية عن توفير الأمن بالإقامات الجامعية على غرار اندلاع مواجهات عنيفة بين طلبة الإقامتين الجامعيتين 17 أكتوبر وألف سرير، وغرباء عن الوسط الجامعي ببجاية التي خلفت إصابة 12 طالبا، إلى جانب خسائر مادية معتبرة ألحقت بهاتين الإقامتين، ناهيك عن سوء التسيير الذي ينخر هذا القطاع في ظل الفضائح ذات الصلة بقضايا الفساد التي تورط فيها مدراء إقامات جامعية عن طريق الصفقات العمومية، ترتب عنها متابعة 25 مدير إقامة جامعية قضائيا، و«المحرقة" التي عرفتها الإقامة الجامعية بختي عبد المجيد بتلمسان التي راح ضحيتها 08 طلبة . من جهتها، أكدت مصادر مسؤولة، بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن المديرية المستحدثة كلفت حاليا بتفعيل النشاط الثقافي والرياضي في الوسط الجامعي، علاوة على المهام المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي.