توفي يوم الخميس الماضي، بالجزائر العاصمة، التشكيلي والنحات الجزائري بلقاسم حركات، عن عمر ناهز 64 عاما. أنجز الراحل - وهو من مواليد 6 أوت 1950 بعين بسام (البويرة) - العديد من الأعمال الفنية، واشتهر بمنحوتات الدلافين باسطاوالي (العاصمة)، كما أنه منجز رسمة أول قطعة 5 دنانير في تاريخ الجزائر المستقلة. درس بلقاسم حركات في مدرسة الفنون الجملية بالجزائر العاصمة، حيث تحصل على دبلوم في 1974، قبل أن يغادر إلى باريس، حيث التحق بالمدرسة الوطنية العليا لفنون الديكور ودرس السينوغرافيا. والتحق الفقيد في 1979 بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري كمسؤول ديكور، كما درس في الوقت نفسه، مادة الرسم بمدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة والمدرسة الوطنية متعددة التقنيات للهندسة المعمارية والعمران بالحراش. وكان بلقاسم حركات قد اقترب أيضا من عالم الأطفال وابداعاتهم، حيث أدار فرقة مسرحية بالإضافة إلى ورشة رسم في القرية الزراعية بالشراقة. وسافر الفقيد إلى كندا في 1986، حيث أجرى تربصا ثم غادر بعدها إلى إيطاليا وقضى فيها 10 سنوات بورشة نحت في المدينة الصغيرة "بيروجيا" (وسط إيطاليا) قبل أن يعود إلى الجزائر في 2001 ويلتحق بالتلفزة الوطنية، حيث اشتغل بها في إنجاز ديكورات عدد من الحصص إلى غاية تقاعده في 2013. كان الفنان الراحل في أعماله يستنهض، تكوينات إنسانية، فيها الكثير من التلقائية والخصوصية. واشتغل في تجربته الطويلة وتنقلاته بين الجزائر وأوروبا، على التقنيات والأساليب والاتجاهات الفنية كافة، باحثا ومجربا للخروج بتجربة مميزة، ترتبط به من دون غيره، وتحمل في جوانب منها، ما يموج به عصره من تجارب تقنية هائلة. وفي جوانب أخرى، ملامح من المكان الذي يعيش ويعمل فيه، وتوظيف الموروث الثقافي الجزائري في كثير من اللوحات والمنحوتات التي حفرت تاريخ الجزائر في تكوينات مبدعة، مع الاشتغال على الحلول التشكيلية التي تحددها حواضن التعبير عبر ديكورات أنجزها وتحف فنية مميزة كانت شاهدا وبصمة لا تمحى. ووري جثمان الراحل الثرى الخميس الماضي، بمقبرة الشراقة بضواحي العاصمة. رحل أحد أهم الرواد في تاريخ الحركة التشكيلية بالجزائر في صمت تاركا إبداعاته الفنية العديدة التي كرّست البعد الفني والحضاري من خلال أعماله.