الفن يجب أن لا يبقى حبيس الأروقة بل يصبح جزءا من حياة الجزائري يتواصل معرض الفنانة أمينة بلعزيز في رواق عائشة حداد بالعاصمة، إلى غاية 20 ماي الجاري، حيث يضم 34 لوحة تشكيلية تعبّر بحق عن حسّ الفنانة التي قدمت أبداعات لونية عبر إحساس تعبيري مرهف وترجمته عبر لوحاتها التشكيلية بشفافية مطلقة، مصوّرة رؤيتها في الحياة، لتسرد كل لوحة من لوحات الفنانة أمينة مفردات ولمسات امرأة تقف أمام مرآة نفسها، فكل لوحة تحمل لمسة تجربة إنسانية أنثوية عبر ألوان بارزة، التقيناها عبر جولة في المعرض وكان هذه الإضاءات عن تجربتها الفنية. نلاحظ تنوعا في الأساليب والتقنيات في اللوحات المعروضة بين الحبر الصيني والأسود ثم الألوان المتنوعة، هل لذلك علاقة بتجربتك؟ بدايتي كانت منذ الصغر، منذ سن الحادية عشرة كنت أرسم بأقلام الرصاص على أوراق بيضاء وظللت لفترة طويلة أعمل بالغرافيك، ولم أصنف نفسي وقتها في غمار الفن. هي كانت طريقة للتعبير بالرسم كما يعبر الآخرون بالكتابة. ثم أحببت أن اقدم ما أرسمه بصورة أفضل فانتقلت لمرحلة الحبر الصيني، وشاركت بمسابقات ولكن لم يكن هناك تشجيع من المؤسسات العامة، بل فقط من قبل عائلتي. ورغم دخولي الجامعة تخصص بيولوجيا تابعت الرسم وانتقلت من عالم الأسود والأبيض إلى عالم الألوان. أنا في مرحلة البحث والاستكشاف، وكنت أكتشف أثناء عملي تدريجيا التقنيات، بحكم كوني عصامية، أكملت بالغواش كمبتدئة، ثم اكتشفت الاكليريك، وعملت فيه لفترة طويلة. وبنفس الوقت نفذت بعض اللوحات الزيتية. هناك تنوع في مواضيع لوحات المعرض. ما هي المواضيع التي تغريك بتناولها عبر الريشة؟ المواضيع ذات الطابع الإنساني والمعيش، وهي مختلفة، اجتماعية ومواضيع الساعة السياسية كما موضوع الحراقة بالجزائر ومواضيع شخصية عشتها كفنانة وإنسانة، مع حضور لواقع المرأة الجزائرية في المجتمع. تستخدمين ألوانا قوية بارزة في لوحاتك، هل ترتاحين لها؟ الألوان القوية مثل الأزرق والأحمر والبنفسجي هي التي تؤثر في وتعبر عما أحب أن أوصله عبر اللوحة، ألوان مشتقه من ألوان الشمس والنار والدم وهي ألوان تشعرنا بالدفء والحرارة، وليست كما الألوان الفاتحة، وقد اهتديت لها عبر دراسة وعمل خاص متدرج. كيف تتعاملين مع بياض اللوحة أمامك؟ أخاف من بياض اللوحة، لا أحب هذا البياض أحب أن يختفي . وأنا مع كل بداية لوحة لي أعيش رهبة كيف ألطخ البياض بالألوان. الأبيض يبدو لي فراغا لا أحبه وأحتاج أن أملأه بجزء من روحي أضعه في اللوحات، ومع كل عمل يكون تعبير صادق عن جزء مني صار باللوحة. كيف ترين الاهتمام بكم كتجارب فنية تشكيلية جديدة؟ هناك نقص كبير في التعامل مع الفنان، رغم وجود الإمكانيات والقدرات البشرية بالجزائر لكن هناك نقص بالتكفل بالمواهب الشابة، وذلك نتيجة عدم وجود الإرادة. فالفن يجب أن لا يبقى حبيس الأروقة بل يصبح جزءا من حياة الجزائري الذي يجب أن تكون اهتماماته أكثر اتساعا، لأن الفن موجود في حياتنا المعيشة وليس فقط تتعاطاه طبقة معينة، بل هو يستمد إلهامه من حياة البسطاء. الفنان يستوحي عمله من البيئة التي يعيش فيها ويجد الإلهام الخاص به. أيضا تجد نقصا بالتعريف بالفنان الجزائري. هناك مبدعون كبار معروفون بالعالم ولكنهم مغيبون هنا بالجزائر. دور الإعلام التعريف بالإبداع الحقيقي وإعطاء صورة عنه، في مقابل فضاءات أخرى تأخذ مساحات أوسع على حساب الإبداع كما الرياضة أو أخبار الجريمة مثلا. كما يجب حضور الكتابة والإبداع البصري بالفضاءات العامة والمهرجانات ولا تقتصر فقط على الغناء. أمينة بلعزيز وهي من مواليد 20 ديسمبر 1984 بالبليدة، شاركت في عدة معارض جماعية منذ سنة 2004، وأقامت معارض فردية من بينها معرض في المركز الثقافي "عيسى مسعودي" التابع للإذاعة الجزائرية وآخر في غاليري خاص "لينيلهال".