قدم المخرج الجزائري "طارق تقية" فيلمه السينمائي الطويل "ثورة الزنج"، مساء أول أمس، بقاعة الموقار، ليسجل مشاركته ضمن منافسة الأفلام الطويلة التي تم إدراجها في الطبعة الثانية من مهرجان الجزائر للسينما المغاربية. يبدأ العد التنازلي لنهاية فعاليات الطبعة الثانية من مهرجان الجزائر للسينما المغاربية، لتقارب العروض المتنافسة الوصول إلى نهايتها. العرض الطويل المخصص لسهرة مساء أول أمس، كان من نصيب الفيلم الجزائري "ثورة الزنج" للمخرج "طارق تقية". عمل سينمائي تجاوزت مدته الساعتين والنصف، ورغم عنوانه إلا أنه لم يتطرق لماضي ثورة الزنج، التي قامت في جنوب مدينة البصرة العراقية، في القرن التاسع ميلادي ضد الدولة العباسية تحت قيادة "بهبوذ"، بل استعان المخرج بالمصطلح ليعكس مختلف الحركات الثورية والانتفاضات الشعبية ضد السلطات المستبدة. تروي أحداث الفيلم مغامرة صحفي جزائري، يبدأ بتغطية أحداث غرداية أين يلقب أحد شباب الحركة بثورة الزنج، فيقرر السفر إلى بيروت والعراق ليتقصى أشباح الثوار الزنج. الرحلة تكشف للمشاهد العديد من أوجه النضال، تجمع بين العديد من الشخصيات المقاومة العربية والأجنبية تنوعت بين فلسطينيين، أمريكان، عراقيين ويونان... ليتنهي الفيلم بمشاهد لمظاهرات ثائرة تتعرض لمحاولات القمع. الناحية التقنية للفيلم الطويل كانت ضعيفة، حيث طغى السواد على العديد من المشاهد، كما أن الكاميرا كانت قريبة جدا من وجوه الممثلين في بعض المشاهد مما أخفى الخلفية والمحيط المسطر للعرض، إضافة إلى أن بعض المشاهد لأماكن في الشارع وبنايات عالية كانت بدون معنى، تم جزها في الفيلم لتظهر وتختفي دون أي هدف مصاحب لها. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن بعض الحوارات المتبادلة بين الشخصيات كانت تقريرية مباشرة، وخاصة المتعلقة بالشخصيات الإنجليزية التي كانت بريتم ثقيل كأنهم يرددون أبيات شعر عوض الحديث بطريقة عادية. للتذكير، تم انتاج الفيلم السينمائي الطويل "ثورة الزنج" بالشراكة بين الجزائر، فرنسا، لبنان، وشركة نفا القطرية للأفلام. وشاركت فيه العديد من الأسماء من مختلف الدول مثل "فتحي غارس" في دور البطولة، "ديانا صبري" في دور المناضلة الفلسطينية، "أحمد حافز"، "وسيم محمد"، "جون و بيك"، "سين غيات"، "غسان سلحاب"، "فادي أبي سمرة"، "أموس بوي" ... وغيرهم من الممثلين الذين حملوا رسالة العرض على عاتقهم. وقد شارك العمل السينمائي في العديد من المهرجانات حول العالم، وحصد أكثر من جائزة.