قلت لحماري الذي ترك الأمور المصيرية للبلد مُعلّقة وانصبّ تفكيره كله على الرياضة·· أيها الحمار، السرقة استفحلت حد العظم وأنت لا تناقش، ولا تحلل، ولا تسأل كيف ولماذا ومتى؟ نهق عاليا وقال·· تخطي راسي ·· لماذا أشغل رأسي بأمور لا تعنيني ·· أنا حمار نظيف لم أسرق يوما، ولم أفكر في ذلك ·· السُّراق يعرفهم الجميع، ولا داعي للحديث عنهم ·· ثم ماذا تفيد تحليلاتي أنا ·· وماذا يفيد ''التمنشير'' الذي عودتك وعودت نفسي عليه·· يا رجل، البلد كلها مبنية على كرة، والأرض أيضا كلها عبارة على كرة تتقاذفها أرجل الأقوياء·· لماذا نتكلم ونشغل بالنا بأمور لا تعنينا ··؟؟ أموال البلد لا نعرف لها طريق، لا من أين تأتي ولا إلى أين تذهب، ولم نذق طعمها يوما·· أما الرياضة، يا عزيزي، وبغض النظر عن ما يحدث هنا وهناك، فهي ممتعة وتجعلنا نفرح مرة، ونحزن تارة·· قلت له·· الحمد الله، هناك شيء يجعلك تفرح وتحزن، لأنك لو انتظرت ذلك من من غير الكرة فسوف تموت حتما بذبحة صدرية من جراء ما حدث ويحدث·· الكرة، الآن، هي الشجرة التي تغطي الغابة·· القلوب كلها متجهة ومعلقة ب ''البالون'' والجيوب يحدث فيها الاستنزاف·· قال حماري صارخا·· أصمت ·· أصمت ·· دعنا من كل هذا لم يبق في العمر أكثر مما مضى··