علمت ''الجزائر نيوز'' من مصادر أمنية حسنة الاطلاع، أن قوات الأمن المشتركة قضت، أول أمس، على مجموعة من خمسة إرهابيين، يعتقد أنها كانت وراء اغتيال 21 شخصا، مساء أول أمس، من بينهم 19 دركيا، في كمين، إستعمل فيه المعتدون أسلحة حربية ثقيلة، وقد تم حشد إمكانيات هائلة، مما ترك الانطباع بأنها مصممة على تعقب منفذي هذه المجزرة· التنظيم الإرهابي يسعى لنقل عملياته إلى مناطق تتميز بالإستقرار عثرت قوات الجيش على جثث ثلاثة مسلحين في غابة ''بوقطل''، صباح يوم الخميس، بعد ليلة من عملية تمشيط واسعة شهدت تبادلا لإطلاق النار بين وحدة من القوات العسكرية الخاصة وجماعة إرهابية يتجاوز عددها ال,20 وقد قتل المسلحون الثلاثة بعد تعقب أثرهم داخل الغابة، ثم عثر على إرهابيين آخرين بنفس الغابة، صباح يوم أمس· و كانت العملية العسكرية، قد انطلقت، في حدود العاشرة من مساء يوم الخميس، أي بعد نحو ساعة ونصف من اغتيال الدركيين، وهي العملية التي مازالت متواصلة، إلى حد الساعة· وحسب مصادرنا، فإن الإرهابيين كانوا يسعون لنقل عملياتهم إلى المناطق التي تتميز بالإستقرار· من جانب آخر، عثرت قوات الأمن، صباح يوم الخميس، على جثة سائق الشاحنة التي استعملت في غلق الطريق في إطار مخطط نصب الكمين الذي أودى بحياة 19 دركيا ومدنيين، وعلى جثة إرهابي بمنطقة بوقطن· أسلحة ثقيلة استعملت في الكمين الإرهابي لأول مرة منذ عدة سنوات، إستعمل الإرهابيون قذائف الأربيجي في تنفيذ عملياتهم الإرهابية، حيث استهدف الإرهابيون إحدى السيارات بقذيفة قبل أن يمطروها بوابل من النيران، وقد تم تنفيذ هذه العملية الشنيعة أثناء قيام مصالح الدرك باستخلاف زملأئهم المكلفين بحراسة ورشة للأشغال العمومية، ما يعني أن الجماعة الإرهابية كانت تعرف جيدا توقيت انتشار مصالح الدرك، ما يؤكد التخطيط المحكم للكمين· وقد نفذت العملية الإرهابية، في حدود السابعة من مساء يوم الأربعاء الماضي، حيث قام إرهابي كان في موقع مرتفع بعيد نسبيا عن الطريق السريع، بتفجير إحدى سيارات الدرك بقذيفة ''آر·بي·جي'' بمجرد أن دخلت المنعرج، واندلع، بعدها مباشرة، إطلاق نار كثيف باتجاه دورية الدرك من عدة جهات، فقتل عدد من الدركيين على الفور، فيما توفي الآخرون متأثرين بجروحهم أثناء نقلهم إلى مستشفيات برج بوعريريج وقسنطينة · وبلغت حصيلة الكمين، مقتل 19 دركيا ومواطنان من مدينة المنصورة، وجرح 10 دركيين على الأقل، وأثناء تنفيذ العملية، قام أحد الإرهابيين باعتراض سبيل مواطنين كانوا سيقطعون الطريق الذي نفذت فيه العملية وأخبرهم بأنهم من ''مجاهدي تنظيم القاعدة''، وتكون هذه المجموعة قد جاءت من مناطق بعيدة، حسب روايات عدد شهود عيان على هذه العملية الإرهابية· وقد استولت الجماعة الإرهابية، قبل فرارها، على 21 رشاشا من نوع كلاشنيكوف و21 بدلة وصدرية مضادة للرصاص، بالإضافة إلى ستة أجهزة اتصال لا سلكي، وحسب بعض المصادر، فإن 6 عناصر من الدرك كانوا ذبحوا و6 آخرين أحرقت جثثهم، وتم ذلك بمنطقة وادي قصير على الطريق الوطني رقم 5 بالمدخل الغربي على بعد 30 كيلومترا عن عاصمة برج بوعريريج وثلاثة كيلومترات عن بلدية المنصورة، بالإضافة إلى الإستيلاء على أربع سيارات لمواطنين، ثلاث من نوع 305 عائلية والرابعة من نوع رونو ,19 وقد تم الانسحاب في فوجين، الأول باتجاه غابة بوقطن من الجهة الشرقية، والثاني نحو حرازة على حدود البويرة· الجماعة السلفية تسعى لنقل نشاطها إلى مناطق أكثر استقرارا يسعى، التنظيم الإرهابية المسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' لفك الحصار المفروض عليه من قبل قوات الأمن المشتركة خلال الفترة الأخيرة، بحيث تؤكد أرقام مصالح الأمن المختصة أن تنظيم دروكدال فقدَ أكثر من 40 عنصرا خلال الشهرين الماضيين، خلال عمليات التمشيط الواسعة التي تقوم بها مصالح الأمن المشتركة ضد معاقل هذه الجماعة، وتنم العملية التي نفذتها، مساء يوم الأربعاء الماضي، عن سعي الجماعة إلى فك الخناق المفروض عليها وعلى قواعدها الخليفة بمنطقة القبائل، خاصة على مستوى مرتفعات بجاية إذ لم تتوقف قوات الجيش عن دك قواعد التنظيم الإرهابي خلال الفترة الأخيرة، علما أن ولاية بجاية تربطها حدود مع بولاية برج بوعريريج، غير أن لجوء الجماعة السلفية لاستعمال أسلحة مثل ''الأربيجي'' يوحي بأن التنظيم الإرهابي قد تمكن من الحصول على أسلحة ثقيلة مهربة عبر دول الساحل الإفريقي، فحتى إن تمكنت قوات الجيش والأمن من إحباط عدة عمليات تهريب، فإن مصادر أمنية أكدت أن الجماعة السلفية تمكنت، خلال الأسابيع الماضية، من تمرير كمية من الأسلحة، وهي تحاول تأمين مسار استلامها·