اتهم وزير الطاقة والمناجم، أمس، جهات لم يحددها، بالوقوف وراء ملف سوناطراك، في إشارة صريحة بأنه مفبرك، حيث قال ''ابحثوا واسألوا عن الجهة التي أشعلت النار وليس الدخان''، لكنه نفى عن هذه الجهات أن تكون قد خططت لاستهدافه، بينما تحفظ عن الإجابة عما إذا كانت تستهدف رجالات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الحكومة· كان وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، نجم اختتام الدورة البرلمانية، أمس، حيث كان مطلوبا من معظم وسائل الإعلام لمعرفة موقفه من الرسالة المفتوحة التي كتبها المساعد السابق للرئيس المدير العام، حسين مالطي، والتي أكد فيها أن قضية الفساد في سوناطراك والموجودة قيد التحقيق ليست الملفات الوحيدة التي ينبغي على الجهات المحققة أن تقف عليها، وقال شكيب خليل ردا على سؤال ''الجزائر نيوز'' في هذا السياق ''يجب أن تعرفوا من هو حسين مالطي قبل أن تسألوا عن موقفي·· أنتم تعرفونني أنا؟ لكن هل تعرفون مالطي من هو؟''· وبينما بدا تساؤله يُبطن اتهاما ضمنيا لهذا الأخير حول احتمال تورطه أيضا في الفضيحة قال شكيب خليل ''عليكم أن تبحثوا وتفتشوا عن مالطي لتعرفوه جيدا''· وأبدى الوزير في البداية تحفظا شديدا على الإجابة، على الصحفيين الذين طوقوه من كل جانب، ليختار بعدها المواجهة، وقال خليل حول ما ورد على لسان محمد مزيان الرئيس المدير العام لسوناطراك، لقاضي التحقيق ونقلته الصحافة، كونه كان يتلقى أوامره من الوزير، قال خليل: ''هذا كلامكم أنتم ولم أسمع مطلقا بأن الرئيس المدير العام أدلى بهذه التصريحات للعدالة، لقد نصبتم أنفسكم قضاة ومحللين وسلطة تحكم قبل أن تحكم العدالة،ئيجب أن نعرف من أنتم قبل كل شيء''· وهنا دعا الوزير إلى عدم التشويش على العدالة وتركها تؤدي واجبها، نافيا أن تكون مؤسسة سوناطراك، من جهة أخرى، قد تخلت عن إطاراتها بتخلي الدفاع عنهم، وقال: ''سوناطراك متمسكة بالدفاع عنهم إلى غاية أن تأخذ العدالة مجراها الحقيقي''· وعما إذا كانت الشركة البترولية العملاقة قد تتأسس كطرف مدني ضد إطاراتها قيد التحقيق في حال تم تحويلهم على المحاكمة رسميا، قال الوزير: ''أنا وزير الطاقة والمناجم ولست وزير سوناطراك، لديّ 50 مؤسسة تحت إدارتي ولا يمكن أن تكون السيطرة مائة بالمائة على كل شيء أو تفصيل وقرار من هذا القبيل يُسأل عنه مسؤولو سوناطراك وليس الوزير''· لكن الأهم في حديث شكيب خليل، أمس، كان لدى تطرقه لخلفية ظهور هذا الملف في هذا التوقيت وبهذا الثقل، وقال خليل إجابة عن سؤال ''الجزائر نيوز'' فيما إذا كان يشعر بأنه مستهدف من وراء ذلك ''أنا لا أشعر بذلك تماما، إنه ملف ككل الملفات التي تعالجها العدالة بشكل عادي، كما رد عمن يرددون بأن الملف يستهدف رجالات الرئيس بتصريحه ''في هذا الباب أترك لكم الفرصة أنتم لكي تجيبوا وتحللوا''· أما عن احتمال تقديمه استقالته على خلفية ما حدث في سوناطراك ''أنا لم أفكر في الاستقالة، ثم لماذا أستقيل، هل أُدنت أو اُتهمت، كيف أستقيل والعدالة لم تحكم بعد؟ وماذا لو استقلت ثم تم تبرئة الإطارات من التهم التي يُشتبه في ارتكابهم إياها''، وهنا سُئل شكيب عما إذا كان يعتقد وجود دخان بدون نار، في إشارة إلى أن العدالة والجهات الأمنية لم تكن لتتحرك لولا أن تأكدت من صحة المعلومات، فأجاب خليل ''يجب أن تسألوا وتبحثوا عن الجهات التي أشعلت النار وليس الدخان''، دون أن يعطي أي تفصيل زائد·