على غير العادة في وسط بهو دار الثقافة لولاية بجاية، تشكلت حلقة من الجمهور لمتابعة أطوار عرض مسرحي مميز تحت عنوان ''التفاح'' من أداء الجمعية المسرحية استجمام لوهران، من تأليف الفقيد عبد القادر علولة وإخراج جمال بن حماموش، وأداء الثلاثي رحاب علولة، بوكرع أمين ولخضاري مصطفى· تدور أحداث المسرحية في مرحاض عمومي، وفي فضاء دائري على شكل حلقة بدون ديكور، ماعدا مكعب صغير وظفه الممثلون ككرسي تارة، وكمنصة تارة أخرى وكبوق في فترات... اعتمد الممثلون على التعابير الجسمانية والكلمة المعبرة والغناء، وهذا بفضل تحكمهم في النص الراقي الذي يحتوي على البعد الشعبي للمعاناة اليومية للمواطن البسيط وانعدام أدنى القيم الإنسانية عند أصحاب المال والنفوذ. بنية درامية متسلسلة متباينة بين تقمص شخصية الراوي من جهة، وتقمص شخصية الموظف البسيط من جهة أخرى، حيث تناول العرض مشاكل تسريح العمال من مصنع النسيج ومن ناحية قمة ذروة الصراع الموظف على عدم قدرته على شراء ولو 1 كلغ من التفاح لزوجته وهي حامل، حيث أصبحت الفاكهة مشروع عند المواطنين البسطاء، وهي في متناول الطبقة الراقية فقط. كما تطرقت أحداث العرض إلى الديمقراطية وعيوبها الكثيرة في مجتمع خالي من القيم الإنسانية وسلب الحقوق الشرعية، يتحكمون في قواعدها أصحاب المال ويسيرون بدقة محكمة أصحاب النفوذ في ظل وجود مبنى قصر للعدالة، في غياب العدالة الحقيقية. في حبكة مسرحية لم يفك خيوطها إلا البراح بصوته الرنان في تلاحم وانسجام تام بين الممثلين وعلى ألحان وأنغام ''بيا ضاق المور''، يسدل الستار تحت تصفيقات الجمهور البجاوي الذي تجاوب مع الممثلين طول مدة العرض، وفي النهاية جلس الممثلون وسط الجمهور لتناول القهوة والشاي في قعدة حميمة، وبدأ الحوار المباشر في شكل سؤال وجواب بين الجمهور والجمعية المسرحية ''استجمام''، فكانت الأسئلة تدور حول كيفية تعامل كل من المخرج والممثلين مع نص علولة والصعوبات الموجودة، خاصة وأن نصوص علولة تحطم الجدار الرابع البرشيتي، ويدخل الممثل مباشرة في حوار مع جمهوره، حيث هذا الأخير يصبح قطعة أساسية من العرض· وفي سياق آخر، تقول رحاب علولة، وهي طالبة جامعية في قسم الترجمة ماجيستر ''إن المجموعة قامت بالتمرينات لمدة 30 حصة، وكانت هذه المسرحية تجربة حقيقية لنا كممثلين لإبراز قدرتنا الفنية، ومن مشاريع الجمعية هي القيام بجولة فنية عبر الوطن''.